عاجل / سيدي بوزيد: وفاة 3 شبان في عمر الزهور بطريقة مأساوية بسبب..
حادث رهيب في سيدي بوزيد.. “فورزا” تحوّل نزهة إلى مأساة!
خيّم الحزن مساء أمس السبت على مدينة سيدي بوزيد، بعد أن اهتزّت المنطقة على وقع حادث مرور مأساوي بطريق المعاهد القريبة من الطريق الحزامية، أسفر عن وفاة ثلاثة شبّان في مقتبل العمر، كانوا يمتطون دراجة نارية من نوع “فورزا”، وفق ما أكّدته مصادر محليّة.

وقد سارعت وحدات الحماية المدنيّة إلى مكان الحادث لتأمين حركة المرور ونقل الجثامين إلى المستشفى الجهوي بسيدي بوزيد، فيما تولّت الجهات الأمنيّة فتح تحقيق تحت إشراف النيابة العموميّة لتحديد الأسباب الدقيقة. وتشير المعطيات الأوليّة إلى أنّ السرعة المفرطة كانت العامل الرئيسي وراء الحادث، في انتظار صدور التقرير الرسمي.
حوادث الدراجات النارية… نزيف متواصل وشباب يدفع الثمن
حادثة اليوم ليست الأولى من نوعها، بل تُضاف إلى سلسلة طويلة من الحوادث القاتلة التي تشهدها طرقات تونس خلال السنوات الأخيرة، حيث تحوّلت الدراجات النارية، وخاصة من نوع “فورزا” و”PCX”، إلى وسيلة نقل محفوفة بالمخاطر، نظرًا لسرعتها العالية التي تتجاوز 120 كلم/س وصعوبة السيطرة عليها في المسالك الحضرية.
ويُجمع خبراء السلامة المرورية على أنّ هذه الظاهرة تكشف جانبًا من التهوّر المروري لدى بعض الشباب، خصوصًا في الفترات الليلية التي تضعف فيها الرؤية ويزداد فيها الإقبال على القيادة بسرعة مفرطة دون خوذة واقية. هذا السلوك، وإن بدا “عاديًا” لدى البعض، إلا أنه يخلّف مآسي متكرّرة تمزّق العائلات وتزيد من حصيلة ضحايا الطرقات في البلاد.
المجتمع بين الغضب والدعوة إلى التحسيس
بعد فاجعة اليوم، عبّر عدد من الأهالي عن غضبهم واستيائهم من تكرار مثل هذه الحوادث، مطالبين بتكثيف الدوريات الأمنية في المفترقات الخطرة، وتشديد الرقابة على الدراجات المعدّلة أو غير المرخّصة. في المقابل، تدعو جمعيات المجتمع المدني إلى إطلاق حملات توعوية وطنية تستهدف الشباب بالأساس، لزرع ثقافة احترام الطريق وتغيير العقليات التي تربط بين السرعة و”الرجولة” أو “الهيبة”.
بين غياب الردع وضعف البنية التحتية
تحليل واقع الحوادث المرورية في تونس يُبرز خللاً مركّبًا: من جهة، ضعف البنية التحتية للطرقات في بعض المدن، ومن جهة أخرى غياب الوعي المروري الكافي، ما يجعل الطرقات مسرحًا يوميًا للمآسي. كما أن ضعف الرقابة على بيع الدراجات القوية دون شروط عمرية أو تدريب مسبق، يجعلها سلاحًا خطيرًا في يد شباب يفتقر إلى أبسط معايير السلامة.
رحم الله الضحايا الثلاث وأسكنهم فسيح جنانه، وجعل من هذه الحادثة المؤلمة جرس إنذار جديدًا يدقّ في وجه الجميع: السلطات، المجتمع، والإعلام، لوقف نزيف الأرواح المتواصل على طرقات تونس.
📌 المصدر: فريق تحرير موقع تونس 33











