أمطار استثنائية تغطي عدة مناطق وتسجيل أعلى منسوب في هذه الجهة

أمطار غزيرة تعمّ عدّة ولايات.. وهذه المنطقة تسجّل أعلى الكميات..

0 minutes, 0 seconds Read

أعلن المعهد الوطني للرصد الجوي، في بلاغه الصادر صباح اليوم، عن نشر قائمة أولية تتعلق بكميات الأمطار التي شهدتها مختلف مناطق الجمهورية خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية، وذلك في سياق متابعة دقيقة للتقلبات الجوية التي عرفتها البلاد خلال الأيام الأخيرة.وتندرج هذه المعطيات ضمن الفترة الممتدة من صباح الجمعة 19 ديسمبر 2025 إلى صباح السبت 20 ديسمبر 2025، وهي مرحلة اتسمت بنشاط ملحوظ للعوامل الجوية، خاصة في الشمال والوسط.

معطيات تقنية لفهم الصورة المناخية

بحسب ما أورده المعهد، فإن الأرقام المنشورة تم جمعها عبر شبكة محطات الرصد الجوي المنتشرة بعدد من الولايات، وتعدّ مؤشرات أولية تهدف إلى تقديم صورة عامة عن توزيع التساقطات، في انتظار استكمال بقية المعطيات وتحليلها بشكل نهائي.ويعكس هذا التمشي اعتماد المعهد مقاربة تدريجية في نشر المعلومات، بما يضمن دقة الأرقام وتحيينها كلما توفرت قراءات إضافية.

لماذا تُعدّ هذه النشرات بالغة الأهمية؟

لا تقتصر أهمية نشر كميات الأمطار على الجانب الإخباري فحسب، بل تتجاوز ذلك لتشكل أداة عمل حيوية لعدة قطاعات.فالقطاع الفلاحي، على سبيل المثال، يعتمد بشكل مباشر على هذه المعطيات لتقييم مستوى الرطوبة في التربة، وتحديد مدى الحاجة إلى الري أو تأجيل بعض الزراعات الموسمية.كما تهمّ هذه الأرقام السلطات الجهوية والهياكل المعنية بالبنية التحتية، خاصة في المناطق التي تعرف هشاشة في شبكات تصريف المياه.

تفاوت جهوي يعكس خصوصية المشهد المناخي

تُظهر القراءة الأولية لتوزيع الأمطار تفاوتًا ملحوظًا بين الجهات، وهو أمر بات مألوفًا خلال السنوات الأخيرة.ويعزو خبراء هذا التباين إلى طبيعة المنخفضات الجوية التي أصبحت أكثر تركّزًا وأقصر زمنًا، ما يؤدي إلى تسجيل كميات هامة في مناطق محددة مقابل تساقطات ضعيفة أو منعدمة في مناطق أخرى.هذا الواقع يعكس، وفق مختصين، ملامح واضحة للتغيرات المناخية التي تشهدها منطقة شمال إفريقيا.

بين النشرة الأولية والتحيين: ضرورة التريث

شدّد المعهد الوطني للرصد الجوي على أن القائمة المنشورة تبقى قابلة للمراجعة، داعيًا المواطنين ووسائل الإعلام إلى التعامل معها باعتبارها مؤشرات أولية لا أرقامًا نهائية.ويحذر المختصون من البناء على هذه المعطيات لاتخاذ استنتاجات متسرعة، خاصة في ما يتعلق بتقييم الموسم الفلاحي أو مخزون السدود، حيث تتطلب هذه الملفات معطيات تراكمية تمتد على فترات أطول.

التأثيرات المباشرة على الحياة اليومية

على المستوى الميداني، تنعكس كميات الأمطار المسجلة بشكل مباشر على حركة السير، خصوصًا في المناطق الحضرية التي تعاني من اختناقات مرورية عند تهاطل الأمطار.كما تؤثر على النشاط الاقتصادي اليومي، من خلال تعطّل بعض الأشغال أو تأجيل أنشطة مرتبطة بالفضاءات المفتوحة.وفي المقابل، تُعدّ هذه التساقطات متنفسًا إيجابيًا للموارد المائية، خاصة بعد فترات من الجفاف النسبي.

الأمطار والتغير المناخي: سياق أوسع للفهم

يرى عدد من الباحثين أن قراءة نشرات الأمطار يجب ألا تكون معزولة عن السياق المناخي العام.فتونس، على غرار بقية دول الحوض المتوسطي، تواجه تغيرًا في نسق التساقطات، حيث أصبحت الأمطار أقل انتظامًا وأكثر حدّة.وهذا الواقع يفرض، بحسب المختصين، تطوير سياسات جديدة في إدارة المياه، تعتمد على الاستباق والتخطيط بعيد المدى بدل الحلول الظرفية.

دور المعلومة الرسمية في مواجهة الإشاعة

في ظل الانتشار الواسع لمواقع التواصل الاجتماعي، تبرز أهمية البلاغات الرسمية كمصدر موثوق للمعلومة.فالأرقام الدقيقة، عندما تُنشر في وقتها، تحدّ من تداول معطيات مغلوطة قد تثير القلق أو التهوين من المخاطر.ويؤكد المعهد الوطني للرصد الجوي التزامه بمواصلة إعلام الرأي العام بكل المستجدات، عبر نشرات دورية وتحذيرات عند الاقتضاء.

تحليل أو تعليق خاص من فريق تحرير تونس 33

يعتبر فريق تحرير موقع تونس 33 أن نشر القائمات الأولية لكميات الأمطار يعكس تطورًا ملحوظًا في علاقة المواطن بالمعلومة المناخية.فلم تعد هذه النشرات مجرد أرقام تقنية، بل أصبحت عنصرًا أساسيًا في النقاش العام حول الأمن المائي والتغيرات المناخية.ويرى الفريق أن التحدي الحقيقي لا يكمن فقط في رصد الأمطار، بل في كيفية استثمار هذه المعطيات ضمن سياسات عمومية ناجعة، توازن بين حاجيات الفلاحة، ومتطلبات التنمية، وضرورة حماية الموارد الطبيعية للأجيال القادمة.

📌 المصدر: فريق تحرير موقع تونس 33، المرجع: بلاغ المعهد الوطني للرصد الجوي

تعليقات فيسبوك

ذات صلة

error: Content is protected !!