قبل أيام قليلة من ضربة البداية في كأس أمم إفريقيا 2025 بالمغرب، وجد المنتخب الأوغندي نفسه في قلب أزمة داخلية مفاجئة أربكت تحضيراته، وطرحت أكثر من علامة استفهام حول جاهزيته الذهنية والفنية، وذلك قبل مواجهة مرتقبة أمام المنتخب الوطني التونسي في افتتاح مشوارهما ضمن دور المجموعات.
مقاطعة التدريب تكشف عمق الأزمة
عشية انطلاق البطولة، شهد ملعب التمارين حضور الإطار الفني الأوغندي بكامل معداته، في مقابل غياب جماعي للاعبين، في خطوة احتجاجية غير معتادة على مستوى المنتخبات الوطنية في هذا التوقيت الحساس. هذا التصرف عكس حالة توتر واضحة داخل المجموعة، وقطع مع أجواء التركيز والانضباط التي تسبق عادة المسابقات القارية الكبرى.
المستحقات المالية في صلب الخلاف
تعود جذور الأزمة إلى تأخر صرف منحة التأهل إلى كأس أمم إفريقيا، والمقدرة بنحو ستة آلاف يورو لكل لاعب، وهو ما اعتبره اللاعبون إخلالًا بالالتزامات المتفق عليها مع الاتحاد الأوغندي لكرة القدم. ومع تواصل الانتظار دون حل عملي، تحوّل الاستياء إلى ضغط مباشر عبر مقاطعة التدريبات، في محاولة لفرض تسوية عاجلة قبل الدخول في المنافسة الرسمية.
محاولات الاحتواء لم تُقنع اللاعبين
خلال الأيام التي سبقت المقاطعة، تدخل عدد من مسؤولي الكرة الأوغندية لاحتواء الوضع، عبر تقديم تبريرات تتعلق بالإجراءات الإدارية ووعد بتحويل المنح في أقرب الآجال. غير أن هذه التطمينات لم تنجح في تهدئة اللاعبين، الذين رأوا أن الوقت لم يعد يسمح بمزيد من الوعود، خاصة وأن البطولة على الأبواب.
توقيت حرج يربك الجهاز الفني
تأتي هذه الأزمة في مرحلة دقيقة من التحضيرات، حيث يكون التركيز عادة منصبًا على الجوانب التكتيكية والبدنية، وضبط التشكيلة الأساسية. غياب اللاعبين عن التدريبات في هذا الظرف قد يؤثر مباشرة على الانسجام داخل المجموعة، ويضع الجهاز الفني أمام تحديات إضافية، أبرزها استعادة الثقة وفرض الانضباط في وقت قياسي.
انعكاسات مباشرة على مواجهة تونس
من زاوية تونسية، تفرض هذه التطورات قراءة دقيقة للسياق العام قبل مواجهة أوغندا. فالمنتخب التونسي، الذي يدخل البطولة بطموحات واضحة، قد يستفيد من حالة الارتباك داخل صفوف منافسه، خاصة على المستوى الذهني. غير أن التجارب السابقة في البطولات الإفريقية تؤكد أن المنتخبات التي تعيش ضغطًا داخليًا قد تتحول أحيانًا إلى خصم شرس، بدافع الرغبة في الرد داخل الملعب.
العامل النفسي… مفتاح البداية
الرهان الأكبر في مثل هذه الوضعيات يبقى نفسيًا بالأساس. فإذا تمكن الاتحاد الأوغندي من تسوية الملف سريعًا وإعادة اللاعبين إلى أجواء التركيز، فقد تنقلب الصفحة مؤقتًا مع صافرة البداية. أما إذا استمرت حالة الشد والجذب، فإن ذلك قد ينعكس سلبًا على الأداء، خصوصًا أمام منتخب منظم مثل تونس، اعتاد التعامل مع المباريات الافتتاحية بحذر كبير.
كرة القدم الإفريقية بين الطموح والإدارة
تعيد هذه الحادثة إلى الواجهة إشكالية متكررة في كرة القدم الإفريقية، حيث تتقاطع الطموحات الرياضية مع تعقيدات التسيير المالي. وفي كثير من الأحيان، يدفع اللاعبون ثمن هذا الخلل قبل البطولات الكبرى، ما يؤثر على صورة المنتخبات وعلى مستوى المنافسة داخل الملاعب.
قراءة في سيناريوهات الأيام القادمة
تشير بعض المعطيات إلى إمكانية عودة لاعبي أوغندا إلى التدريبات قبل مواجهة تونس، في حال التوصل إلى اتفاق مؤقت أو تقديم ضمانات رسمية. غير أن استعادة الأجواء الطبيعية داخل المجموعة تبقى رهينة سرعة التنفيذ، وليس مجرد الوعود، خاصة وأن الوقت المتبقي قصير للغاية.
تحليل أو تعليق خاص من فريق تحرير تونس 33
من منظور تحليلي، تمثل أزمة منتخب أوغندا عنصرًا قد يصب في مصلحة المنتخب التونسي، شرط التعامل معها بواقعية ودون تهوين أو تهويل. فنسور قرطاج مطالبون بالتركيز على جاهزيتهم الخاصة، وعدم الانجرار إلى حسابات خارج المستطيل الأخضر. في المقابل، تكشف هذه التطورات مرة أخرى أن الاستقرار الإداري والمالي يظل عاملًا حاسمًا في النجاح القاري، وهو درس يتكرر في كل نسخة من كأس أمم إفريقيا.
هل تؤثر الأزمة على مسار أوغندا في البطولة؟
يبقى السؤال مفتوحًا حول قدرة المنتخب الأوغندي على تجاوز هذه الهزة سريعًا. فإما أن تتحول الأزمة إلى دافع إضافي داخل الملعب، أو أن تترك آثارها على الأداء والنتائج منذ الجولة الأولى. وفي كل الحالات، ستكون مواجهة تونس أول اختبار حقيقي لمدى قدرة “الكرينز” على الفصل بين الخلافات الخارجية ومتطلبات المنافسة القارية.
المصدر: فريق تحرير موقع تونس 33، المرجع: تقارير إعلامية رياضية إفريقية ودولية موثوقة حول معسكر المنتخب الأوغندي.