عاجل : تطورات خطيرة في حادثة وفاة مواطن جزائري بسوسة.. إيقافات وتفاصيل الطب الشرعي..

أثارت حادثة وفاة مواطن جزائري بمدينة سوسة حالة من الجدل والتساؤلات خلال الساعات الماضية، خاصة بعد تداول روايات متباينة على منصات التواصل الاجتماعي. وفي هذا الإطار، تحصّل فريق تحرير تونس 33 على معطيات دقيقة من مصادر مطلعة، تكشف التسلسل الزمني الكامل للواقعة كما تم توثيقها رسميًا.

بداية الواقعة داخل السوق المركزية للأسماك

تعود أطوار الحادثة إلى يوم الأربعاء 17 ديسمبر 2025، حين تحوّل المواطن الجزائري المتوفى إلى السوق المركزية للأسماك بباب الجديد في سوسة، مرفوقًا بزوجته وابنه. ووفق المعطيات المتوفرة، نشبت داخل السوق مناوشات لفظية بينه وبين عدد من باعة السمك، سرعان ما تطوّرت إلى تبادل اعتداء بالعنف بين الأطراف المتدخلة.

وتفيد المصادر أن الخلاف لم يكن منظّمًا أو مخططًا له، بل اندلع بشكل فجئي في فضاء يشهد عادة ازدحامًا كبيرًا، ما ساهم في تصعيد التوتر وحدوث اشتباك محدود في الزمن لكنه حاد في حدّته.

توجّه إلى مقر أمني وتدهور مفاجئ في الحالة الصحية

بعد انتهاء الواقعة داخل السوق، قرّر المواطن الجزائري التوجّه إلى أحد المراكز الأمنية بسوسة بنيّة إثارة قضية عدلية ضد من اعتبرهم معتدين عليه. غير أن وضعه الصحي شهد تدهورًا مفاجئًا فور وصوله إلى محيط المقر الأمني.

وأكدت المصادر أن المعني كان يعاني من مرض مزمن على مستوى ضغط الدم، ويتناول أدوية بصفة منتظمة، وهو ما جعل حالته الصحية حسّاسة تجاه أي توتر أو مجهود بدني أو نفسي مفاجئ.

تدخل الحماية المدنية ومحاولات إنقاذ

على إثر الوعكة الصحية، تمّ استدعاء أعوان الحماية المدنية الذين تدخلوا على عين المكان وقدّموا الإسعافات الأولية اللازمة، في محاولة لإنقاذه. ورغم سرعة التدخل، فقد فارق المواطن الجزائري الحياة بعد دقائق، متأثرًا بحالته الصحية.

وأثبتت التقارير الطبية الرسمية أن سبب الوفاة يعود إلى سكتة قلبية مفاجئة، دون وجود مؤشرات على وفاة ناتجة عن اعتداء مباشر أو عنف مفضٍ إلى الموت، وهو ما تم توثيقه طبيًا وقانونيًا.

تحرّكات أمنية وقضائية بعد الحادثة

بالتوازي مع ذلك، تحرّكت الوحدات الأمنية بالتنسيق مع النيابة العمومية، حيث تم القيام بجملة من الإيقافات في صفوف الأشخاص الذين ثبتت مشاركتهم في الشجار داخل السوق. كما تم الإبقاء على عدد من الحاضرين بحالة تقديم، في انتظار استكمال الأبحاث والاستماعات.

وتؤكد المصادر أن التحقيقات تتركّز حاليًا على تحديد المسؤوليات الفردية في ما يتعلّق بأحداث العنف، دون ربطها بشكل مباشر بسبب الوفاة، التي تم حسمها طبيًا.

إجراءات قانونية وإنسانية لفائدة العائلة

في الجانب الإنساني من الملف، تم تمكين عائلة المتوفى من إذن بالدفن، مع استكمال كل الإجراءات القانونية اللازمة، قصد نقل جثمانه إلى مسقط رأسه بالجزائر، في احترام تام للتراتيب المعمول بها وللأبعاد الإنسانية للواقعة.

تحليل خاص من فريق تحرير تونس 33

تكشف هذه الحادثة مرة أخرى خطورة الانزلاق السريع للمناوشات اليومية داخل الفضاءات العامة، خاصة حين تتقاطع مع أوضاع صحية هشّة أو حالات توتر مرتفعة. كما تبرز أهمية التعامل المسؤول مع الأخبار، في ظل انتشار روايات غير دقيقة قد تُوظَّف لإثارة الاحتقان أو تضخيم الوقائع خارج سياقها الحقيقي.

ويؤكد فريق تحرير تونس 33 أن المعطيات الرسمية والطبية تبقى المرجع الوحيد لفهم ما جرى، بعيدًا عن التأويلات المتسرّعة أو الأحكام المسبقة، خاصة عندما يتعلق الأمر بملفات ذات أبعاد إنسانية وعابرة للحدود.

المصدر: فريق تحرير موقع تونس 33، المرجع: معطيات أمنية وطبية رسمية