تشهد تونس، بداية من اليوم الاثنين 15 ديسمبر 2025، دخول البلاد في مرحلة جديدة من الاضطرابات الجوية، وفق ما أكده المعهد الوطني للرصد الجوي، في نشرة تحذيرية تعكس تصاعد نسق التقلبات المناخية خلال الأيام القادمة. هذه الوضعية الجوية تأتي بعد فترة من الاستقرار النسبي، لتفتح الباب أمام أسبوع مطري يُتوقع أن يكون من بين الأهم منذ انطلاق الموسم.
سحب كثيفة وأمطار رعدية تشمل أغلب الجهات
المعطيات الجوية تشير إلى أن الطقس سيكون في بدايته مغيّمًا جزئيًا، قبل أن تشهد المناطق الغربية تكاثفًا تدريجيًا للسحب، لتصبح كثيفة مع نزول أمطار مؤقتًا رعدية. هذه الأمطار ستتوسّع لاحقًا نحو الجهات الشرقية، مع تسجيل كميات هامة محليًا، خاصة أثناء نشاط الخلايا الرعدية.
وتُظهر الخرائط المناخية أن هذه التقلبات مرشحة للتواصل على فترات، ما يعزز فرضية تسجيل كميات مطرية معتبرة في عدد من الولايات، خصوصًا بالشمال الغربي والوسط.
رياح قوية وهبّات تتجاوز 60 كلم/س
على مستوى الرياح، أفاد المعهد الوطني للرصد الجوي بأنها ستهب من القطاع الجنوبي الشرقي، وتكون قوية نسبيًا إلى قوية قرب السواحل والمرتفعات، في حين تبقى ضعيفة إلى معتدلة ببقية الجهات.
غير أن اللافت في هذه الوضعية هو إمكانية تسجيل هبّات قوية تتجاوز سرعتها 60 كلم/س، خاصة أثناء ظهور السحب الرعدية، ما قد يتسبب في اضطراب حركة المرور البرية والبحرية، إضافة إلى ارتفاع منسوب المخاطر في المناطق المفتوحة.
بحر شديد الاضطراب وتحذيرات للملاحة
بالتزامن مع قوة الرياح، يُتوقع أن يكون البحر شديد الاضطراب على كامل السواحل التونسية. هذا المعطى دفع مصالح الرصد الجوي إلى التنبيه بضرورة توخي الحذر بالنسبة للبحارة وأصحاب مراكب الصيد، نظرًا لاحتمال تشكّل أمواج عالية وصعوبة الإبحار، خاصة بالسواحل الشرقية وخليج الحمامات.
درجات الحرارة: انخفاض نسبي بالمرتفعات
من حيث درجات الحرارة، ستتراوح القصوى بين 12 و16 درجة بالمناطق الغربية والمرتفعات، حيث يكون الإحساس بالبرودة أكثر وضوحًا، في حين تسجّل بقية الجهات درجات تتراوح بين 17 و21 درجة.
هذا الانخفاض النسبي يبقى مرتبطًا بنزول الأمطار ونشاط الرياح، دون تسجيل موجة برد حقيقية في الوقت الراهن، وفق التقديرات الحالية.
أسبوع مطري في الأفق: ماذا ينتظر التونسيين؟
الأهم في معطيات المعهد الوطني للرصد الجوي هو التأكيد على أن تونس مقبلة على فترة مطرية متواصلة قد تمتد لنحو أسبوع كامل، انطلاقًا من مساء اليوم.
هذه التوقعات تعكس تمركز منخفضات جوية نشطة قادرة على توفير كميات هامة من الأمطار، وهو ما ينعكس إيجابيًا على الموسم الفلاحي والمخزون المائي، خاصة بعد سنوات من التذبذب المناخي وشح التساقطات.
في المقابل، فإن تواصل الأمطار واشتداد الرياح قد يفرضان تحديات على مستوى البنية التحتية وتصريف مياه الأمطار، لا سيما في المناطق الحضرية ذات الشبكات المحدودة.
تحليل أو تعليق خاص من فريق تحرير تونس 33
دخول تونس في أسبوع مطري مكثف يعكس تحوّلًا مهمًا في نسق الموسم المناخي، ويعيد إلى الواجهة مسألة الجاهزية المحلية لمجابهة التقلبات الجوية. فبينما تمثل هذه الأمطار فرصة ثمينة لدعم الموارد المائية والفلاحية، فإن تكرار الاضطرابات الرعدية والرياح القوية يطرح تساؤلات حول قدرة المدن الكبرى والجهات الهشة على استيعاب كميات الأمطار دون تسجيل أضرار.
وتبقى المتابعة اليومية للنشرات الرسمية عنصرًا أساسيًا، خاصة في ظل التغيرات السريعة التي باتت تميّز المشهد المناخي في تونس خلال السنوات الأخيرة.
المصدر: فريق تحرير موقع تونس 33، المرجع: المعهد الوطني للرصد الجوي