أثار تأكد غياب لاعب كارلشروه الألماني لؤي بن فرحات عن قائمة المنتخب التونسي المشاركة في كأس أمم إفريقيا 2025 حالة من الإحباط داخل الإطار الفني، في ظل سعي الجهاز الفني إلى توسيع قاعدة الاختيارات وتعزيز الحلول الهجومية بلاعبين شبان ينشطون في دوريات أوروبية.
مشروع فني كان يعوّل على بن فرحات
الناخب الوطني سامي الطرابلسي لم يُخفِ خيبة أمله من هذا المستجد، معتبرًا أن بن فرحات كان من الأسماء التي أبدت اندماجًا سريعًا مع الرؤية الفنية الجديدة للمنتخب. اللاعب، وفق مصادر فنية، أظهر رغبة صريحة في الدفاع عن الألوان الوطنية، وتعامل منذ البداية بإيجابية مع الدعوة، سواء من حيث التواصل أو الجاهزية الذهنية، كما أبدى ناديه الألماني مرونة في التنسيق مع الجامعة التونسية.
العامل البدني يحسم القرار
غير أن التطورات الطبية فرضت واقعًا مختلفًا، حيث أكد الطرابلسي أن الوضع الصحي للاعب بعد الإصابة الأخيرة جعله خارج الحسابات النهائية. وأوضح أن بن فرحات، حتى وإن لم يكن مرشحًا للعب أدوار كاملة، كان قادرًا على تقديم إضافة نوعية في فترات محدودة من المباريات، ما يجعل غيابه خسارة فنية حقيقية في بطولة تُلعب على جزئيات صغيرة وتفاصيل دقيقة.
موقف نادي كارلشروه: سلامة اللاعب أولًا
من جهته، حسم نادي كارلشروه الألماني الجدل عبر بيان رسمي أعلن فيه استبعاد بن فرحات من المشاركة في كأس أمم إفريقيا. وأكد النادي أن اللاعب لم يخض أي مباراة رسمية منذ شهر أوت الماضي، إثر الإصابة التي تعرّض لها بعد مواجهة أينتراخت براونشفايغ، مشيرًا إلى أنه يخضع حاليًا لبرنامج تأهيلي دقيق يهدف إلى إعادته تدريجيًا إلى نسق المنافسة دون مجازفة.
تنسيق تونسي ألماني دون خلافات
القرار جاء نتيجة مشاورات مباشرة بين إدارة النادي الألماني والجامعة التونسية لكرة القدم، وبالتنسيق الكامل مع سامي الطرابلسي. وتم الاتفاق، وفق المعطيات المتوفرة، على أن أولوية المرحلة هي التعافي التام للاعب وضمان عودته إلى التدريبات الجماعية في ظروف مثالية، وهو ما أسقط عمليًا خيار سفره مع المنتخب، حتى قبل الإعلان الرسمي عن القائمة.
انعكاسات الغياب على اختيارات المنتخب
غياب بن فرحات يضع الإطار الفني أمام ضرورة البحث عن حلول بديلة، خاصة في ظل الرغبة في ضخ دماء جديدة داخل المجموعة. ويُتوقّع أن يمنح هذا المستجد فرصة لأسماء أخرى لإثبات الذات، سواء من اللاعبين المحليين أو المحترفين في الخارج، في إطار منافسة مفتوحة لفرض مكان في التشكيلة الأساسية خلال «الكان».
تحليل أو تعليق خاص من فريق تحرير تونس 33
يؤكد ملف لؤي بن فرحات مرة أخرى أن معضلة الإصابات تظل أحد أبرز التحديات التي تواجه المنتخبات الإفريقية قبل البطولات الكبرى. ورغم الخسارة الفنية الواضحة، فإن التعاطي الهادئ من قبل الإطار الفني والجامعة يعكس وعيًا بأهمية الاستثمار طويل المدى في اللاعبين الشبان. فالمجازفة بلاعب غير جاهز قد تمنح إضافة ظرفية، لكنها قد تُكلّف المنتخب واللاعب معًا خسائر أكبر على المدى المتوسط. ومن هذا المنطلق، يبدو قرار الاستبعاد مؤلمًا لكنه واقعي، في انتظار أن يعود بن فرحات في ظروف أفضل ليكون جزءًا من مشروع قادم أكثر استقرارًا.
المصدر: فريق تحرير موقع تونس 33، المرجع: تصريحات الإطار الفني وبيان نادي كارلشروه
