بالأسماء: الترجي يكشف قائمة اللاعبين المغادرين في الميركاتو الشتوي

استغلّ المدير الرياضي يزيد منصوري فترة التوقف الدولي بعيدًا عن ضغط المباريات ليباشر عملًا تنظيميًا دقيقًا داخل أروقة الفريق، واضعًا نصب عينيه إعادة هيكلة الرصيد البشري قبل الدخول في المرحلة الحاسمة من الموسم. هذه التحركات، التي جرت بهدوء لافت، تعكس توجّهًا واضحًا نحو الحسم المبكر وتفادي القرارات المتسرعة مع استئناف المنافسات.

قائمة أولية للمغادرة وفق معايير فنية

وفق المعطيات المتوفرة، أعدّ منصوري قائمة أولية تضم أسماء لاعبين مرشحين لمغادرة الفريق، وتم توجيهها رسميًا إلى رئيس النادي في إطار التنسيق الإداري والمؤسساتي. وضمت القائمة في مرحلتها الأولى كلًا من الليفي، بوشنيبة، القنيشي، والدربالي، مع التأكيد على أن هذه الأسماء خضعت لتقييم فني ورياضي دقيق مرتبط بالمردود، الجاهزية، ومدى انسجامها مع متطلبات المرحلة المقبلة.

قرارات قابلة للتوسّع حسب الحاجيات

اللافت في هذا الملف أن القائمة لم تُغلق بشكل نهائي، إذ ترك المدير الرياضي الباب مفتوحًا لإمكانية إضافة أسماء أخرى خلال الأيام القادمة. هذا التوجّه يعكس مرونة في اتخاذ القرار، ويؤكد أن الحسم النهائي سيكون ثمرة قراءة مشتركة بين الإطار الفني والإدارة الرياضية، وفق حاجيات الفريق التكتيكية والبدنية، وليس مجرّد قرارات إدارية معزولة.

رفض إعارة بوعصيدة… رسالة فنية واضحة

في المقابل، اتخذ يزيد منصوري موقفًا حاسمًا برفض عرض اتحاد بن قردان المتعلق باستعارة اللاعب بوعصيدة. القرار لم يكن عاطفيًا ولا ظرفيًا، بل استند إلى معطيات فنية بحتة، حيث شدّد المدير الرياضي على أهمية بقاء اللاعب ضمن المجموعة في هذه المرحلة الحساسة، نظرًا لما يقدمه من حلول تكتيكية يحتاجها الفريق حاليًا.

قراءة في خلفيات القرار

رفض التفريط في بوعصيدة يندرج ضمن سياسة الحفاظ على التوازن داخل التشكيلة، خاصة في ظل محدودية الخيارات المتاحة في بعض المراكز. كما يعكس هذا القرار قناعة الإدارة بضرورة تثبيت الركائز الأساسية قبل التفكير في تسويق أو إعارة العناصر القادرة على تقديم الإضافة، حتى وإن كان ذلك على حساب إغراءات عروض خارجية.

إعادة ترتيب الصفوف قبل فوات الأوان

التحركات المبكرة التي يقودها منصوري تشير بوضوح إلى رغبة الإدارة في عدم تكرار أخطاء سابقة، حيث كان التفاعل مع فترات الانتقالات يتم في أحيان كثيرة تحت ضغط النتائج أو الشارع الرياضي. هذه المرة، يبدو أن العمل يتم وفق رؤية استباقية تهدف إلى ضبط المجموعة مبكرًا ومنح الإطار الفني وضوحًا أكبر في خياراته.

انعكاسات محتملة على المجموعة

من المنتظر أن تُحدث هذه القرارات نوعًا من الحركية داخل الفريق، سواء على مستوى المنافسة الداخلية أو من حيث الانضباط والالتزام. فتح ملف المغادرين في هذا التوقيت قد يشكل رسالة مباشرة لبقية اللاعبين مفادها أن مكان أي عنصر في المجموعة مرتبط بالمردود فقط، دون اعتبار للاسم أو التجربة السابقة.

تحليل أو تعليق خاص من فريق تحرير تونس 33

ما يقوم به يزيد منصوري يعكس انتقال الفريق من منطق ردّ الفعل إلى منطق التخطيط. فالتعاطي المبكر مع ملف المغادرين، ورفض التفريط في عناصر يحتاجها الإطار الفني، يؤشر إلى محاولة بناء استقرار نسبي قبل المواعيد القادمة. غير أن نجاح هذه المقاربة يبقى رهين حسن تنفيذها، خاصة في كيفية إدارة خروج اللاعبين المرشحين للمغادرة دون التأثير على أجواء المجموعة. المرحلة القادمة ستكون اختبارًا حقيقيًا لمدى قدرة الإدارة على الموازنة بين الجرأة في القرار والحفاظ على تماسك الفريق.
المصدر: فريق تحرير موقع تونس 33، المرجع: معطيات من داخل النادي

تعليقات فيسبوك
error: Content is protected !!