خيّم حزن ثقيل على مدينة المهدية إثر تداول نبأ وفاة التلميذة مرام عمارة، التي لحقت بشقيقتها رنيم مباشرة إثر حادث مرور أليم بمنطقة الحوس . فقد عاشت المدينة خلال الأيام الماضية على وقع الترقب والدعاء، بعد تعرّض مرام لحادث مرور خطير استوجب نقلها على وجه السرعة إلى المستشفى، حيث وُضعت تحت المراقبة الطبية المكثفة.
من الأمل إلى الفقدان
طيلة فترة إقامتها بالمستشفى، تعلّقت قلوب العائلة والأصدقاء وزملاء الدراسة بخيط رفيع من الرجاء. دعوات بالشفاء، ورسائل تضامن، وانتظار لأي إشارة تحسّن كانت تملأ الأجواء. غير أنّ النهاية جاءت قاسية، لتُعلن وفاة مرام، وتحوّل الانتظار إلى صدمة موجعة لا تزال أصداؤها حاضرة في أحياء المدينة ومؤسساتها التربوية.
صدمة في الوسط التربوي
لم يكن رحيل مرام خسارة عائلية فحسب، بل مثّل ضربة موجعة للإطار التربوي ولزملائها في الدراسة. فقد أجمع من عرفها على أنها كانت تلميذة هادئة، طيبة المعشر، تحظى بمحبة واسعة داخل محيطها المدرسي. هذا الحضور الإنساني جعل خبر وفاتها ينتشر بسرعة، مخلّفًا حالة من الذهول والحزن العميق داخل الأقسام وبين الأساتذة.
الحوادث المرورية… خطر متواصل
تُعيد هذه الفاجعة إلى الواجهة من جديد خطورة حوادث المرور في تونس، خاصة حين يكون ضحاياها من الأطفال والتلاميذ. فرغم الحملات التحسيسية، ما تزال الطرقات تحصد أرواحًا بريئة، وتترك عائلات بأكملها في مواجهة ألم لا يُحتمل. رحيل مرام ليس رقما في الإحصائيات، بل قصة إنسانية تختصر معاناة تتكرر في صمت.
تحليل أو تعليق خاص من فريق تحرير تونس 33
وفاة التلميذة مرام عمارة ليست مجرد خبر حزين، بل مرآة لواقع يستوجب وقفة جادة. فكل فاجعة من هذا النوع تطرح أسئلة مؤلمة حول السلامة المرورية، وحول مدى حماية الأطفال في الفضاء العام. إن الاكتفاء بالتعاطف، رغم أهميته الإنسانيّة، لا يكفي وحده، بل يجب أن يُترجم إلى وعي جماعي وضغط حقيقي من أجل طرقات أكثر أمانًا، وتشديد تطبيق القانون، وترسيخ ثقافة الوقاية منذ سن مبكرة.
وداع موجع ورسائل تعزية
تدفّقت عبارات التعزية من مختلف الأطراف، تعبيرًا عن التضامن مع عائلة الفقيدة، ومشاركةً لهم هذا المصاب الجلل. كلمات الحزن لم تكن مجرّد واجب اجتماعي، بل عكست حجم الأثر الذي تركته مرام في محيطها، رغم صغر سنها وقصر مسيرتها في الحياة.
الخلاصة
برحيل مرام عمارة، تفقد المهدية زهرة من زهراتها، وتُضاف فاجعة جديدة إلى سجل الألم المرتبط بحوادث المرور. وبين الدعاء والصبر، يبقى الأمل أن تتحوّل هذه المآسي إلى دافع حقيقي لحماية أرواح أخرى، حتى لا يتكرر الحزن بنفس القسوة.
المصدر: فريق تحرير موقع تونس 33، المرجع: معطيات محلية من مدينة المهدية
