فضيحة في التوجيه الجامعي: وزارة التعليم العالي تفتح تحقيقًا عاجلًا..

أثارت شهادات عدد من التلاميذ المتفوقين في ولاية الكاف صدمة واسعة في صفوف الأولياء والرأي العام، بعد اكتشاف توجيههم إلى شعب جامعية لم يدرجوها مطلقًا ضمن اختياراتهم الرسمية، في ما اعتبره البعض “تلاعبًا مفضوحًا” بمنظومة التوجيه الجامعي الرقمية.
وزير التعليم العالي يأمر بفتح تحقيق عاجل
في رد سريع على الجدل، أعلن وزير التعليم العالي والبحث العلمي منذر بلعيد عن فتح تحقيق فوري في الحادثة. وأكّد، وفق تصريح النائبة ريم المعشاوي لإذاعة موزاييك، أن الوزارة ستنصف 12 تلميذًا ثبت وقوع أخطاء أو تجاوزات في ملفاتهم، مشيرًا إلى أن الوزارة لن تتسامح مع أي خلل يضر بمستقبل الطلبة.
شهادات صادمة من المتضررين: “لم نختر هذه الشعب إطلاقًا!”
أفادت التلميذة جنان عبيدي، المتحصلة على شهادة البكالوريا في شعبة الرياضيات، أنها صُدمت بعد توجيهها إلى شعبة الموسيقى في المعهد العالي للفنون بقابس، رغم أنها اختارت جميع شعب العلوم الاقتصادية. وأضافت أن بطاقتها ظهرت لاحقًا على المنصة بشكل مختلف تمامًا عن الأصل، مما يثير الشكوك حول خلل تقني أو تلاعب إداري.
أما التلميذة مرام خميس، فصرّحت بأنها اختارت شعبة علوم التمريض كخيار أول، لكنها وُجّهت بشكل غير مبرر إلى شعبة الفلسفة في القيروان، وهي اختصاص لم تخطط له قط. وعلّقت قائلة: “نحن نطالب فقط بالعدل والشفافية في مستقبلنا العلمي”.
مطالبات بمحاسبة المسؤولين وضمان شفافية المنصة
اعتبرت النائبة ريم المعشاوي أن ما حصل يمثل “فضيحة حقيقية تهدد مصداقية النظام الجامعي الرقمي”، مؤكدة ضرورة محاسبة كل من تورّط في هذا الخلل، دون استثناء. كما طالب عدد من أولياء التلاميذ بالكشف عن تفاصيل آلية عمل المنصة الرسمية للتوجيه الجامعي، مع تقديم تقارير توضح كيف يتم إدخال الرغبات ومعالجتها إلكترونيًا.
وزارة التعليم العالي تتعهد بإجراءات تصحيحية
في بيان لاحق، أكدت وزارة التعليم العالي أن التحقيق سيشمل كل عناصر المنصة الرقمية، خصوصًا مسؤولي إدخال البيانات، بهدف مقارنة الرغبات الأصلية مع النتائج النهائية للتوجيه. وأضاف البيان أن الوزارة ستتخذ إجراءات استثنائية لإعادة توجيه كل تلميذ تضرر، بناءً على معدلاته وخياراته الموثّقة.