ملف فساد جديد يهز الرياضة التونسية: سجن رئيس جمعية رياضية بتهمة التلاعب..

لم تهدأ الأوساط الرياضية في تونس خلال اليومين الماضيين بعد القرار القضائي القاضي بإيداع رئيس نادي المستقبل الرياضي بالقصرين، رشدي العيدودي، السجن على خلفية شبهة محاولة إرشاء أحد لاعبي جندوبة الرياضية، قبل المواجهة المرتقبة بين الفريقين في الجولة الافتتاحية لبطولة الرابطة المحترفة الثانية.
تفاصيل الواقعة: وسيط وصك بنكي
وفق ما أكده الناطق الرسمي باسم الهيئة التسييرية لمستقبل القصرين، عامر الشعباني، تم بتاريخ 14 سبتمبر إيقاف وكيل لاعبين بمدينة جندوبة بعد محاولته إقناع أحد لاعبي جندوبة الرياضية ببيع ذمته، مقابل صك بنكي يحمل توقيع رئيس مستقبل القصرين.
لكن الرواية لم تتوقف عند هذا الحد، إذ أوضح الشعباني أنّ الصك البنكي سلّمه رئيس الجمعية للوكيل كأتعاب على صفقات انتداب سابقة، غير أنّ الوسيط استعمله لإيهام اللاعب بأن الإدارة تسعى للتلاعب بنتيجة المباراة. وبالتنسيق مع رئيس جندوبة الرياضية والسلطات الأمنية، تم نصب كمين أسفر عن إيقاف الوكيل.
وبينما تم إطلاق سراح الوسيط بعد التحقيق معه، قرر قاضي التحقيق إصدار بطاقة إيداع بالسجن في حق رئيس المستقبل الرياضي بالقصرين، لتأخذ القضية منحى أكثر تعقيدًا.
موقف جندوبة الرياضية
من جهته، صرّح الناطق الرسمي باسم جندوبة الرياضية، لطيف عبيدي، أنّ الشكاية وُجهت في البداية ضد الوسيط فقط بعد محاولته استمالة الحارس، لكن التحقيقات أفضت إلى الكشف عن معطيات جديدة قد تدين أطرافًا أخرى. وأكد أنّ القضاء وحده هو الكفيل بكشف الحقيقة كاملة وتحديد المسؤوليات.
تحليل: أزمة الثقة في نزاهة الكرة التونسية
هذه القضية لم تبقَ في حدودها القانونية، بل فجرت جدلًا واسعًا في الوسط الرياضي والجماهيري، وأعادت إلى الواجهة ملف شراء المباريات والتلاعب بالنتائج، الذي لطالما ألحق الضرر بسمعة كرة القدم التونسية.
الجماهير التي تنتظر انطلاقة موسم جديد من الرابطة الثانية، وجدت نفسها أمام تساؤلات حول نزاهة المنافسة وجدوى الجهود المبذولة لتكريس مبدأ تكافؤ الفرص. القضية تعكس هشاشة المنظومة الرقابية وضرورة تشديد العقوبات على كل من يثبت تورطه في ممارسات تضرب مصداقية اللعبة.
خلاصة
بين المسار القضائي والتفاعل الجماهيري، يبقى هذا الملف اختبارًا حقيقيًا لجدية السلطات الرياضية والقضائية في حماية نزاهة الرياضة التونسية. فإما أن يكون عبرة لردع المتلاعبين، أو أن يفتح الباب أمام مزيد من الشبهات التي تُضعف صورة كرة القدم التونسية محليًا ودوليًا.
📌 المصدر: إذاعة جوهرة أف أم + تصريحات رسمية من الناديين