عالمية

جورجيا ميلوني في مرمى القضاء الدولي: اتهامات ثقيلة وتحقيقات عاجلة

إحالة جورجيا ميلوني للمحاكمة أمام المحكمة الجنائية الدولية

في تطور قضائي غير مسبوق، أعلنت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، اليوم الثلاثاء، أنها أُحيلت مع وزيرَي الدفاع والخارجية إلى المحكمة الجنائية الدولية بتهمة التواطؤ في الإبادة الجماعية، وذلك على خلفية الموقف الإيطالي من الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة.

إحالة ثلاثة وزراء أمام المحكمة الجنائية الدولية

وخلال مقابلة مع شبكة RAI الحكومية، أكدت ميلوني أن وزيري الدفاع جويدو كروزيتو والخارجية أنطونيو تاياني أحيلا بدورهم إلى المحكمة، مشيرة إلى أنها تملك “معلومات مؤكدة” عن احتمال ملاحقة روبرتو سينغولاني، الرئيس التنفيذي لمجموعة “ليوناردو” الدفاعية، بسبب صفقات أسلحة وذخائر وُجهت لاحقًا إلى الجيش الإسرائيلي خلال الحرب الأخيرة.

هذه التطورات تعكس تصاعد الضغوط القانونية الدولية على مسؤولين أوروبيين يُتهمون بدعم تل أبيب سياسيًا وعسكريًا رغم التحذيرات الحقوقية المتكررة من ارتكاب جرائم حرب في غزة.

خلفيات القضية: بين القانون والسياسة

الخبراء القانونيون يرون أن هذه الإحالة – إن تأكدت رسميًا – تمثل سابقة خطيرة في العلاقات الأوروبية الإسرائيلية، إذ لم يسبق أن طالت المحاكم الدولية قيادات من دول كبرى عضو في حلف الناتو بتهم من هذا النوع.
ويشير محللون إلى أن توسع التحقيقات ليشمل شخصيات عسكرية واقتصادية إيطالية يكشف عن توجه جديد لدى المحكمة الجنائية الدولية نحو محاسبة الداعمين غير المباشرين للعمليات العسكرية الإسرائيلية.

موقف ميلوني ومحاولة التهدئة السياسية

رغم لهجة الدفاع الواضحة، لم تُخف ميلوني امتعاضها من “تسييس القضاء الدولي”، لكنها شددت على “احترامها الكامل للمؤسسات القانونية الدولية”، مؤكدة أن حكومتها ستتعاون “ضمن الأطر الدبلوماسية والقانونية”.
ويرى متابعون للشأن الإيطالي أن هذه القضية قد تُضعف موقع ميلوني داخليًا، خصوصًا مع تصاعد الانتقادات داخل أوروبا بشأن استمرار دعم إسرائيل دون قيد أو شرط رغم الكارثة الإنسانية في غزة.

تصريحات حول الحرب في أوكرانيا

وفي سياق منفصل، علّقت ميلوني على الموقف الأمريكي من الحرب في أوكرانيا، قائلة إن الرئيس دونالد ترامب “توصل إلى قناعة بأن روسيا لا تسعى فعليًا إلى اتفاق سلام”، معتبرة أن هذا الإدراك سيعيد تشكيل توازنات السياسة الأمريكية تجاه موسكو خلال المرحلة المقبلة.

قراءة تحليلية: بين العدالة الدولية والتحالفات السياسية

تحوّل ملف غزة إلى اختبار حقيقي لمدى التزام الغرب بمبادئ القانون الدولي. فإحالة شخصيات سياسية أوروبية بارزة إلى المحكمة الجنائية الدولية قد تفتح الباب أمام إعادة تقييم الدعم الغربي لإسرائيل، وربما تُحدث شرخًا في التحالفات التقليدية بين ضفتي الأطلسي.
ويبدو أن ميلوني – المعروفة بمواقفها اليمينية الحادة – تجد نفسها اليوم بين نارين: العدالة الدولية من جهة، والتحالفات الإستراتيجية مع واشنطن وتل أبيب من جهة أخرى.

فريق تحرير موقع تونس 33
المرجع: صحيفة الشروق التونسية + رويترز.

تعليقات فيسبوك

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock