عاجل : منخفض قادم من المغرب يقترب من تونس والغنوشي يكشف التوقيت..
مستجدات الطقس: منخفض المغرب في المسار نحو تونس
تستعدّ تونس خلال الأيام القليلة المقبلة لدخول مرحلة من التقلبات الجوية اللافتة، بالتوازي مع تحرّك منخفض جوي عميق قادم من جهة المغرب الأقصى، خلّف في الساعات الماضية اضطرابات عنيفة وسيولًا جارفة أودت بحياة العشرات، خاصة بإقليم آسفي، في واحدة من أكثر الحالات الجوية حدّة منذ سنوات.
مسار المنخفض وتوقيته المتوقع
وفق المعطيات الأولية، فإن هذا المنخفض الجوي العاصف يتجه شرقًا نحو بلادنا، ومن المنتظر أن يبدأ تأثيره الفعلي على الطقس التونسي انطلاقًا من النصف الثاني للأسبوع الجاري.
المهندس بالرصد الجوي محرز الغنوشي أكد، اليوم الاثنين 15 ديسمبر 2025، أن البلاد ستدخل تدريجيًا تحت تأثير هذا النظام الجوي بداية من مساء الأربعاء 17 ديسمبر، مع تزايد فاعلية الاضطرابات الجوية يومًا بعد يوم.
تقلبات أولية دون مخاطر كبرى
وأوضح الغنوشي أن الأجواء غير المستقرة المسجلة مساء الاثنين وصبيحة الثلاثاء تمثل مرحلة أولى من تأثير المنخفض، لكنها تبقى محدودة مقارنة بما شهدته مناطق واسعة من المغرب.
وأشار إلى أن كميات الأمطار المنتظرة خلال هذه الفترة تظل في المعدلات الموسمية المعتادة، دون تسجيل مؤشرات على مخاطر كبرى أو سيول خطيرة في الوقت الراهن.
المرحلة الأهم: أمطار رعدية ورياح قوية
غير أن الصورة الجوية مرشحة للتغير مع تعمّق المنخفض واقترابه أكثر من البلاد. وتشير التوقعات إلى أن شمال ووسط تونس سيكونان في صلب الاضطرابات، مع إمكانية تسجيل أمطار رعدية غزيرة قد تكون محليًا كثيفة.
هذا السيناريو يرفع من احتمالات تشكّل السيول، خاصة بالمناطق المنخفضة وبمحاذاة الأودية، إلى جانب ارتفاع منسوب المياه ببعض الأحياء ذات البنية الهشة.
نشرة تحذيرية من معهد الرصد الجوي
في السياق ذاته، أفاد المعهد الوطني للرصد الجوي في نشرة متابعة رسمية أن الوضع الجوي، بداية من بعد ظهر الاثنين 15 ديسمبر إلى غاية الثلاثاء 16 ديسمبر 2025، سيكون ملائمًا لنزول أمطار مؤقتًا رعدية ومحليًا غزيرة، خصوصًا بالمناطق الغربية للوسط والجنوب.
وأوضح المعهد أن كميات الأمطار قد تتراوح بين 20 و40 مليمترا، مع إمكانية تجاوز هذه الأرقام محليًا في حال تشكّل خلايا رعدية نشطة.
رياح قوية واضطراب في البحر
ولا تقتصر تأثيرات المنخفض الجوي على الأمطار فقط، إذ من المنتظر تسجيل هبوب رياح قوية قد تتجاوز سرعتها مؤقتًا 70 كيلومترًا في الساعة، خاصة أثناء ظهور السحب الرعدية.
هذه الرياح قد تتسبب في اضطراب حركة المرور البرية، إضافة إلى صعوبات في الملاحة البحرية، ما يستوجب الحذر بالنسبة للصيادين والبحارة وربابنة السفن.
تساقطات ثلجية بالجزائر وتأثير مختلف في تونس
وبينما تشير التوقعات الإقليمية إلى إمكانية تسجيل تساقطات ثلجية بعدة مناطق من الجزائر بفعل نفس المنخفض، فإن التأثير الأبرز في تونس سيبقى محصورًا في الأمطار الرعدية الغزيرة، التي قد تكون أحيانًا مصحوبة بتساقط البرد ونشاط ملحوظ للرياح.
دعوة لليقظة ومتابعة النشرات الرسمية
وشدد المختصون في الشأن الجوي على أن هذه التوقعات تبقى قابلة للتحيين وفق تطور مسار المنخفض وحدّة نشاطه، داعين المواطنين إلى متابعة النشرات الجوية الرسمية بشكل دوري.
كما تم التأكيد على ضرورة الالتزام بتعليمات السلامة، خاصة في المناطق المعروفة بقابليتها لتجمع المياه، وتجنب المجازفة بعبور الأودية والطرقات المغمورة.
تحليل أو تعليق خاص من فريق تحرير تونس 33
ما تشهده المنطقة المغاربية من تقلبات جوية حادة يعكس بوضوح التحولات المناخية المتسارعة خلال السنوات الأخيرة. فالمنخفض الذي ضرب المغرب بقوة وأخلّف خسائر بشرية جسيمة، يذكّر بمدى هشاشة البنية التحتية أمام الظواهر الجوية المتطرفة.
في تونس، ورغم أن السيناريو لا يبدو بنفس الحدّة، إلا أن التجارب السابقة أثبتت أن كميات أمطار في فترة زمنية قصيرة قد تكون كافية لإحداث فيضانات مفاجئة، خاصة في المدن الكبرى والمناطق ذات التصريف الضعيف.
من هنا، لا تقتصر أهمية هذه النشرات على الجانب الإخباري فحسب، بل تمثل أداة إنذار مبكر تستوجب تفاعلًا جديًا من السلطات والمواطنين على حد سواء، عبر الاستعداد المسبق وتفادي السلوكيات الخطرة، حمايةً للأرواح والممتلكات.
المصدر: فريق تحرير موقع تونس 33، المرجع: المعهد الوطني للرصد الجوي











