عاجل : أول ردّ من الترجي عقب معاقبة مدرّبه ماهر الكنزاري..
أصدرت الرابطة الوطنية لكرة القدم قرارًا بإيقاف مدرب الترجي الرياضي ماهر الكنزاري لأربع مباريات، على خلفية سلوكات وصفتها الهيئة بأنها مخالفة لروح المنافسة خلال مباراة الملعب التونسي. القرار لم يأتِ في فراغ؛ بل هو تتويج لسلسلة من الاحتكاكات والتوترات التي تزخر بها المواجهات المحلية هذا الموسم، لكن رد فعل إدارة الترجي أعطى للملف بعدًا آخر: استئناف رسمي وقرار بالاحتفاظ بالمعركة داخل قنواتها القانونية فقط.
استئناف محسوب: استراتيجية تفادي الجلبة الإعلامية
اختارت إدارة الترجي مسارًا منضبطًا: لا بيانات تصعيدية في الإعلام ولا مواقف عاطفية تلهب الشارع، بل استئناف قانوني مدعوم بما تزعم أنه مؤيدات وإيضاحات. هذه المقاربة تبدو مدروسة؛ فهي تهدف إلى حماية صورة النادي أمام الرأي العام والجهات المنظمة، وفي الوقت نفسه تحافظ على تركيز اللاعبين على المباريات المقبلة. القرار يكشف نضجًا إداريًا يسعى إلى تقليل الأثر السلبي لغياب مدرّب رئيسي عن دكة البدلاء.
الأثر الفني: من سيدير الدفة وما كلفة الغياب؟
غياب الكنزاري فعليًا يفتح ملف بدائل فنية عاجلة: هل يكفي الطاقم المساعد للحفاظ على النسق التكتيكي للفريق؟ هل سيتغير أسلوب اللعب أم ستبقى التعليمات الكبرى ثابتة؟ في الفرق الكبرى، توجد آليات للتعويض المؤقت، لكن الفارق في الرؤية القيادية والحضور النفسي للمدرب على التشكيلة لا يمكن تجاهله. المباريات الأربع التالية قد تكشف إن كان تأثير الغياب سيقتصر على عناصر دقایق تكتيكية أم سيمتد إلى نتائج تحمل تداعيات على ترتيب الفريق.
لعبة المصلحة والصورة: لماذا هذا الهدوء؟
التزام الترجي بعدم الرد إعلاميًا يعكس حسًّا استراتيجيًا: الملاعب المحلية لا تحتمل استفزازات قد تُستثمر ضده، خاصة مع تقلبات المنافسة ومواعيد مهمة محلية وقارية. الحفاظ على الانضباط الداخلي قد يكون أهم الآن من خوض معارك خارج الملعب تُضعف معنويات اللاعبين وتشتت الانتباه عن الأهداف الرياضية.
خاتمة تحليلية: اختبار لمرونة المنظومة
قضية الكنزاري ليست مجرد عقوبة فردية، بل امتحان لقدرة منظومة الترجي على إدارة الأزمنة العصيبة دون أن تنهار البوصلة. الاستئناف وإجراءات الهدوء الإعلامي يعكسان نضوجًا إدارياً، أما التأثير الحقيقي فسيظهر داخل المستطيل الأخضر حيث السيادة التكتيكية والتركيز الجماعي هما الفيصل.
المصدر: الصريح أون لاين
