
أعلن رئيس الهيئة المديرة للنجم الساحلي زبير بيّة أنّ الثنائي عفوان الغربي وعماد بن يونس لم يعد ضمن حسابات إدارة الفريق بخصوص تدريب النادي، وذلك بسبب التزامات مهنية تحول دون قدرتهما على التفرغ للمشروع الفني للفريق. هذا القرار كان مفاجئاً لجماهير النجم التي رأت في الاسمين خبرة وتجربة يمكن أن تساهما في إعادة التوازن للفريق بعد بداية موسم متذبذبة.
المعايير الحاسمة في اختيار المدرب الجديد
في تصريحه الأخير، شدّد بيّة على أنّ هوية المدرب القادم ستُحسم وفق جملة من العوامل، أبرزها:
- القرب الجغرافي والفني من النادي بما يتيح متابعة دقيقة للشأن الداخلي.
- الحصول على رخصة “الكاف برو” التي باتت شرطاً قانونياً أساسياً في البطولات الكبرى.
- الكفاءة الفنية والتجربة الميدانية التي تضمن التعامل مع الضغوطات والتحديات.
- مراعاة الجوانب المالية، في ظل الوضع الاقتصادي الصعب الذي تمر به الأندية التونسية عامة والنجم بصفة خاصة.
هذه المعايير تعكس رغبة الإدارة في تحقيق توازن بين الطموح الرياضي والقدرة على تأمين موارد مالية لتغطية عقود الإطار الفني.
أسماء مطروحة: بين الساحلي والشابي
وفق مصادر صحفية، انحصر النقاش في كواليس النجم بين اسمين بارزين:
- محمد الساحلي: مدرب شاب صاعد، راكم خبرة مع أندية محلية، ويُنظر إليه كوجه جديد قادر على ضخ روح جديدة في الفريق.
- عبد الرزاق الشابي: مدرب متمرّس، راكم تجارب في الدوري التونسي وخارجه، ويتمتع بعلاقات واسعة ومعرفة دقيقة بخبايا البطولة.
كل اسم يحمل نقاط قوة وضعف؛ فالساحلي يمثل رهان المستقبل وتجديد الهوية الفنية للنجم، بينما الشابي يُنظر إليه كرجل المرحلة الذي يمكن أن يعيد الاستقرار سريعاً.
قراءة في خيارات الهيئة المديرة
المتابعون للشأن الرياضي يعتبرون أنّ إدارة بيّة تسعى إلى “ترميم البيت الداخلي” أكثر من البحث عن بريق إعلامي. فالنجم الساحلي يمر بمرحلة حساسة بعد سنوات من الأزمات المالية والإدارية، وأي اختيار خاطئ قد يكلّف الفريق غالياً. لذلك يُطرح السؤال: هل تفضّل الإدارة مدرباً شاباً يواكب مشروع إعادة البناء، أم مدرباً خبيراً يراهن على النتائج الفورية؟
البعد الجماهيري: ضغط الشارع الرياضي
جماهير النجم الساحلي تُعدّ من أكثر الجماهير تأثيراً في المشهد الكروي التونسي. وهي تنتظر من الإدارة اختيار مدرب قادر على إعادة الفريق إلى منصة التتويجات محلياً وقارياً. في المقابل، يُخشى أن يؤدي أي تأخير أو غموض في الاختيار إلى اتساع رقعة الانتقادات خاصة على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث يتداول الأنصار يومياً آراء متباينة حول هوية المدرب الأنسب.
العامل المادي: معادلة صعبة
الأزمة الاقتصادية التي تعصف بالأندية التونسية تجعل من الجانب المادي عنصراً حاسماً. عقود المدربين الكبار تتطلب ميزانيات ضخمة لا تتناسب مع وضعية النجم الحالية، خصوصاً بعد تراكم الديون والملفات المعروضة على الفيفا. لذلك يبدو أن الإدارة مضطرة للموازنة بين الطموح الرياضي والقدرة على الإيفاء بالالتزامات المالية.
التحديات المقبلة أمام المدرب الجديد
أيّاً كان اسم المدرب، فإن المهمة لن تكون سهلة، حيث تنتظره تحديات كبرى:
- إعادة الروح إلى المجموعة بعد بداية متعثرة.
- استعادة ثقة الجماهير وإعادة إشعاع “جوهرة الساحل”.
- ضمان مشاركة قوية في البطولة والكأس، وربما المنافسة قارياً.
- التعامل مع الضغوطات الإعلامية والانتقادات التي ترافق الفريق باستمرار.
كواليس القرار: تذليل العقبات
مصادر مقربة من هيئة النجم تؤكد أنّ هناك “اشتغالاً مكثفاً في الكواليس” لتذليل بعض الصعوبات الإدارية والمالية قبل الإعلان الرسمي عن هوية المدرب الجديد. ومن المنتظر أن يُحسم القرار في الأيام القليلة المقبلة، في خطوة يراها كثيرون حاسمة لمستقبل الموسم.
سيناريوهات المستقبل: بين الاستقرار والتجديد
أمام إدارة النجم الساحلي خياران أساسيان:
- الرهان على الخبرة: اختيار الشابي قد يوفر استقراراً فنياً سريعاً ويقلل من حجم المخاطرة، لكنه قد لا ينسجم مع مشروع بناء طويل المدى.
- الرهان على التجديد: اختيار الساحلي قد يكون خطوة جريئة لإعادة تشكيل هوية الفريق على المدى الطويل، لكنه يحمل في طياته مخاطر النتائج الفورية.
في الحالتين، يظل العامل الأساسي هو مدى قدرة المدرب الجديد على التكيّف مع ضغوط النادي ورفع معنويات اللاعبين وإعادة النجم إلى موقعه الطبيعي بين كبار القارة.
خاتمة: انتظار مشوب بالترقب
يبقى السؤال الذي يشغل جماهير النجم اليوم: من سيجلس على دكة البدلاء في سوسة قريباً؟ الإجابة لم تتضح بعد، لكن المؤكد أنّ القرار سيكون فاصلاً في رسم ملامح الموسم، وسيكشف مدى قدرة الهيئة المديرة الجديدة على إدارة ملفاتها باحترافية وواقعية في ظل التحديات المحلية والقارية.
✍️ فريق تحرير موقع تونس 33
📑 المصدر: الصريح أون لاين