🔹عاجل : تصريحات مثيرة من محمد عبو تدعو قيس سعيّد لمغادرة الحكم طوعًا..
عبو يخرج عن صمته: “يجب تجاوز مرحلة سعيّد وبناء مسار جديد”

في خطوة اعتبرها كثيرون تحوّلًا لافتًا في خطاب المعارضة التونسية، دعا الوزير الأسبق والقيادي السابق في حزب التيار الديمقراطي محمد عبو رئيس الجمهورية قيس سعيّد إلى مغادرة الحكم طوعًا، مع إلغاء دستور 25 جويلية وكل المراسيم والقرارات المنبثقة عنه.
هذه الدعوة التي دوّنها عبو في منشور مطوّل على صفحته الرسمية بـ“فيسبوك” أثارت عاصفة من الجدل السياسي والإعلامي، خاصة أنها جاءت في ظرف سياسي دقيق تشهده البلاد وسط احتقان اجتماعي وتنامي الأصوات المعارضة.
عبو: “على الرئيس أن يتحمّل شجاعة الرحيل”
قال محمد عبو في تدوينته:
“أتمنى من كل قلبي أن يغادر قيس سعيّد الحكم طوعًا بعد أن يعلن إلغاء الوثيقة التي أصدرها عقب استفتاء باطل، وكذلك المرسوم عدد 55 لسنة 2022 المتعلق بالانتخابات، والأمر عدد 117 لسنة 2021.”
وأضاف أن الرئيس فقد “الغطاء الشعبي والسياسي الذي كان يتمتع به ليلة 25 جويلية 2021”، مؤكداً أن المرحلة الحالية تتطلب شجاعة سياسية من الجميع، بما في ذلك رئيس الدولة نفسه، لإنهاء ما وصفه بـ“الانحراف عن المسار الديمقراطي”.
وفي ما يشبه خارطة طريق للخروج من الأزمة، اقترح عبو العودة إلى دستور 2014، وإعادة تفعيل مؤسسات الدولة التي تم تجميدها أو حلّها، من بينها الهيئة العليا المستقلة للانتخابات والمجلس الأعلى للقضاء، وتنظيم انتخابات جديدة وفق القانون الانتخابي القديم.
كما شدّد على ضرورة محاسبة القضاة الذين فقدوا استقلاليتهم خلال فترات مختلفة من تاريخ البلاد، في إشارة إلى ما اعتبره “توظيفًا سياسيًا للقضاء”.
تقاطعات مثيرة مع تصريحات المرزوقي
ولم يمرّ تصريح عبو دون تفاعلات، إذ أعاد إلى الأذهان حديث الرئيس الأسبق المنصف المرزوقي الذي صرّح مؤخرًا بوجود “تحرّكات وحوارات جارية لعزل الرئيس سعيّد بمساعدة قوى أجنبية”.
هذا التزامن دفع مراقبين إلى الربط بين تصريحات الرجلين، معتبرين أنّ هناك تنسيقًا سياسيًا غير معلن بين وجوه معارضة قديمة تسعى لإعادة بناء جبهة ضغط على الرئيس.
ردود فعل غاضبة من أنصار سعيّد
من الجهة المقابلة، عبّر أنصار الرئيس عن استنكارهم الشديد لتصريحات عبو، واعتبروها “تحريضًا على مؤسسة منتخبة بإرادة الشعب”.
وانتشرت على مواقع التواصل عشرات التدوينات المؤيدة للرئيس، كتب أحد النشطاء:
“الشعب هو السند الحقيقي للرئيس، واللي يحلم بإسقاطه يعيش في وهم.”
في المقابل، يرى آخرون أن تصريحات عبو والمرزوقي تعبّر عن “أزمة داخل المعارضة نفسها”، التي لم تجد طريقًا فعليًا لاستعادة مكانتها السياسية سوى عبر التصعيد الخطابي ضد الرئيس.
تحليل: تونس بين خطاب الرحيل وحتمية الحوار الوطني
تأتي تصريحات محمد عبو في لحظة سياسية مشحونة، تُظهر تآكل الثقة بين السلطة والمعارضة، في ظل غياب حوار وطني شامل يمكن أن يخفف من حدة الانقسام.
ويرى محللون أن خطاب “الرحيل الطوعي” الذي طرحه عبو، وإن بدا مثالياً في شكله، إلا أنه يكشف عمق المأزق السياسي الذي تعيشه البلاد، حيث لا يبدو في الأفق أيّ مسار توافقي واضح يعيد المؤسسات إلى فاعليتها، ولا خارطة طريق تضمن استقرار الحكم دون انقسام.
📌 فريق تحرير موقع تونس 33
📚 المصدر: تدوينة محمد عبو الرسمية – تصريحات منصف المرزوقي – متابعات إعلامية تونسية