قرار عاجل من الكنام يخص آلاف المواطنين في تونس..
تشهد تونس أزمة جديدة في قطاع الصحة، تمثلها العلاقة المتوترة بين الصيدليات الخاصة والصندوق الوطني للتأمين على المرض (الكنام). فقد أعلنت النقابة التونسية لأصحاب الصيدليات الخاصة عن قرار حاسم يقضي بوقف العمل بنظام “الطرف الدافع” للأمراض العادية ابتداءً من 1 أكتوبر 2025، ما يهدد مباشرة آلية توفير الدواء للمرضى.
ماذا يعني هذا القرار للمواطنين؟
حاليًا، يمكن للمريض الحصول على أدوية الأمراض العادية مثل الإنفلونزا أو الحمى دون دفع كامل المبلغ، حيث يتكفل الكنام بحصته مباشرة. لكن مع تطبيق القرار الجديد، سيصبح على المواطن دفع كامل ثمن الدواء من جيبه أولًا، ثم تقديم طلب استرجاع المصاريف لاحقًا.
هذا التحول من الدفع المباشر إلى الاسترجاع قد يضع ضغوطًا مالية على الفئات محدودة الدخل، ويهدد استمرارية وصول الدواء بشكل سلس. الاستثناء الوحيد يشمل الأمراض المزمنة والحياتية مثل السكري وأمراض القلب وارتفاع الضغط، التي سيستمر صرفها بطريقة الطرف الدافع حتى انعقاد جلسة النقابة الاستثنائية في 25 أكتوبر 2025.
أسباب الأزمة: تأخر مستحقات الصيدليات
أكد أيمن الخليفي، الكاتب العام المساعد للنقابة، أن القرار جاء نتيجة تأخر الكنام المستمر في دفع مستحقات الصيدليات الخاصة، ما أدى إلى أزمة سيولة مالية أثرت على سلسلة توزيع الأدوية بالكامل. من المصنع إلى الموزع وصولًا للصيدلي، أصبح القطاع يواجه صعوبة في ضمان توفر الأدوية الأساسية.
نوفل عميرة، الرئيس السابق للنقابة، أشار إلى أن الأزمة ليست حديثة بل تعود إلى عام 2016، لكنها اليوم وصلت إلى مرحلة تهدد استمرارية الصيدليات في تونس. وأضاف أن الحلول المؤقتة لم تعد كافية، داعيًا إلى “إصلاح جذري وعميق” يشمل فصل منظومة الصحة عن منظومة التقاعد.
تبعات غياب الحوار والمخاطر المحتملة
غياب التواصل الجدي مع الكنام ساهم في تعميق الأزمة، وفقًا لعميرة، الذي حذر من أن استمرار الوضع قد يؤثر على حق أكثر من 4 ملايين تونسي في الحصول على العلاج، خاصة الفئات التي تعتمد كليًا على التغطية الصحية الحكومية.
دعوة للتدخل العاجل
لمواجهة هذه الأزمة، ستعقد النقابة جلسة عامة استثنائية في 25 أكتوبر 2025 لاتخاذ قرارات حاسمة. كما دعت النقابة رئيسة الحكومة إلى التدخل الفوري وجمع الأطراف المعنية على طاولة واحدة لتفادي تفاقم الأزمة وتأثيرها المباشر على حياة المواطنين.
📌 المصدر: تصريحات أيمن الخليفي ونوفل عميرة، نقابة أصحاب الصيدليات الخاصة
