تحذيرات عاجلة: سيول وأمطار غزيرة متوقعة في 5 ولايات تونسية..

أفاد المرصد التونسي للطقس والمناخ، استنادًا إلى مخرجات النموذج الأوروبي متوسط المدى (ECMWF)، بأنّ الفترة الممتدة من 22 إلى نهاية سبتمبر 2025 قد تشهد موجة أمطار مهمة تؤثر على تونس والجزائر. هذه البادرة المطريّة تأتي بعد فترة مطوَّلة من الاستقرار ودرجات حرارة مرتفعة، ما يجعل تأثيرها المتوقع ذا بعد زراعي وبيئي واجتماعي ملحوظ.
أين تسجل الأمطار وماذا يعني ذلك للفلاحة؟
المناطق الشمالية والوسطى هي الأكثر حظًا بهذه الخيرات؛ توقعات الطقس تشير إلى كميات معتبرة من التساقطات قد تُنعش التربة وتساعد على استئناف أو تحسين الزراعات الخريفية من حبوب وخضر. الجنوب التونسي لن يخرج تمامًا عن دائرة التأثير لكن بكميات أضعف، ما يعني تبقي الحاجة إلى مراقبة محلية لحالة السدود والمصادر الجوفية. للأمام، تمثل هذه الأمطار فرصة لتجديد المخزون المائي والحدّ من ضغط الريّ على المزارعين خصوصًا بعد سنوات شهدت فيها موارد البلاد ضغوطًا ملحوظة.
الفرص والمخاطر — قراءة متوازنة
الفرصة الوحيدة: دخول هطولات في هذه الفترة يخفف ضغوطًا حقيقية على المشهد الفلاحي ويمنح مزارعين فرصة لإعادة تحضير الأرض وزراعة محاصيل الخريف. كما أنه يحسّن الغطاء النباتي ويساهم جزئيًا في استعادة التوازن المائي. الخطر القائم: تركز أمطار قوية على مناطق منخفضة أو حضرية غير مهيّأة قد يولد فيضانات محلية، خصوصًا حيث شَحّت شبكات تصريف المياه أو انسدت قنوات الجدول. لذلك يجب أن يُصاحب السيناريو المطري تخطيط تحفّظي من قبل البلديات والهيئات المحلية.
ماذا على السلطات والمزارعين فعله الآن؟
على السلطات المحلية تفعيل خطط التنبيه المبكر وتنظيف مصبات الأودية وقنوات التصريف، وتجهيز فرق التدخل للحدّ من مخاطر الفيضانات. وعلى الفلاحين متابعة التحديثات اليومية للمرصد وأخذ فرص التهوية والتلقيح في الحسبان قبل أي عملية زراعية حساسة. كما يُنصح بتنسيق مع مصالح الري لتحسين استغلال أي مياه متاحة في إعادة تعبئة السدود والمخزون الجوفي بحِكمة.
خاتمة: موسم واعد لكن بحاجة إلى يقظة إدارية ومجتمعية
الخلاصة أن توقعات ECMWF تمنح تونس فرصة حقيقية لتحسين الوضع المائي والفلاحي قبل دخول الخريف الفعلي، لكن النجاح في تحويل هذه الأمطار إلى مكسب يعتمد على يقظة السلطات المحلية والتنسيق المسبق مع الفلاحين، فضلاً عن استعداد بنيوي لمواجهة مخاطر السيول في المناطق الضعيفة البنية التحتية.
المصدر: المرصد التونسي للطقس والمناخ