غدًا… انقطاع مبرمج للكهرباء في هذه المدن التونسية..
أشغال صيانة عاجلة تؤدي إلى انقطاع الكهرباء غدًا بهذه المناطق

في بلاغ رسمي، أعلنت الشركة التونسية للكهرباء والغاز عن انقطاع مبرمج للتيار الكهربائي يوم الجمعة 3 أكتوبر 2025 بمدينة سوسة، سيشمل نهج سيدي بوراوي والأحياء المجاورة داخل المدينة العتيقة، وذلك من الثامنة صباحًا حتى الثالثة بعد الزوال. ورغم أن الشركة أوضحت أنّ هذا التدخّل يدخل في إطار أشغال الصيانة والإصلاحات العاجلة، إلا أن طول فترة الانقطاع وحساسية المناطق المعنية يطرحان تساؤلات أوسع تتجاوز الجانب التقني المحض.
صيانة عاجلة أم بنية تحتية مثقلة؟
الشركة التونسية للكهرباء والغاز أكدت أن هذه الأعمال ضرورية لضمان جودة التزويد وتفادي أعطال أكبر، غير أن متابعين للشأن الطاقي يعتبرون أن تكرار مثل هذه الانقطاعات في مناطق مختلفة يعكس هشاشة حقيقية في الشبكة الكهربائية الوطنية. فمنذ سنوات، تتوسع المدن وتتصاعد الطلبات على الكهرباء، فيما تبقى استثمارات الصيانة والتجديد محدودة أمام الضغط المتزايد.
انعكاسات اقتصادية واجتماعية
المدينة العتيقة بسوسة ليست مجرد فضاء سكني؛ إنها قلب نابض للحرفيين والتجار وأصحاب الأنشطة الصغيرة. أي انقطاع طويل للتيار الكهربائي يمكن أن يتحوّل إلى أزمة اقتصادية صغيرة تعطل الإنتاج والخدمات وتكبد خسائر للمهنيين. فالكهرباء هنا ليست رفاهًا بل شرطًا أساسيا لاستمرار الأنشطة اليومية.
التواصل مع المواطنين… الحلقة الناقصة
البلاغ الصادر عن الشركة أشار إلى أنّ عودة التيار ستكون تدريجيّة وقد تتم دون سابق إعلام، وهو ما يكشف عن قصور في إدارة التواصل مع المواطنين. هذا الوضع قد يعرض تجهيزاتهم الكهربائية للتلف عند عودة التيار بشكل مفاجئ، ويضاعف القلق لدى أصحاب المشاريع الذين يعتمدون على الاستقرار الطاقي.
الحاجة إلى إصلاحات هيكلية
حادثة الانقطاع المبرمج في سوسة لا يجب أن تُقرأ فقط بوصفها عملية صيانة ظرفية، بل كإشارة إلى أن ملف الطاقة في تونس بحاجة إلى إصلاحات جذرية. الاستثمار في الطاقات المتجددة، وتطوير البنية التحتية، وتحسين إدارة الطلب على الكهرباء باتت كلها عناصر أساسية لضمان استقرار الشبكة الوطنية على المدى الطويل.
الخلاصة
بين ما جاء في البلاغ الرسمي وتداعيات الانقطاع على الأرض، يتأكد أن قطاع الطاقة في تونس يواجه تحديات متصاعدة لم تعد تُحلّ بالحلول الظرفية. الاستقرار الطاقي اليوم أصبح جزءًا من الأمن القومي ومن استدامة النشاط الاقتصادي والاجتماعي في البلاد.
المصدر: فريق تحرير موقع تونس 33