من الخلاف المالي إلى المأساة.. السجن 35 عاماً لقاضٍ معروف..

في مشهد غير مألوف داخل أروقة القضاء الأمريكي، أصدرت محكمة في ولاية كاليفورنيا حكمًا بالسجن 35 عامًا على القاضي جيفري فيرجسون، البالغ من العمر 74 عامًا، بعد إدانته بارتكاب جريمة قتل من الدرجة الثانية بحق زوجته خلال جدال عائلي حول الشؤون المالية.
تفاصيل القضية تعود إلى أغسطس 2023، حينما تحوّل خلاف منزلي إلى مأساة. فقد أطلق فيرجسون، وهو قاضٍ بارز في المحكمة العليا بمقاطعة أورانج، النار على زوجته شيريل مستخدمًا مسدسًا كان يخفيه على كاحله، وذلك عقب مشاجرة أعقبت تناول الكحول. ورغم دفاعه الذي اعتبر الحادثة “غير مقصودة”، إلا أن رواية الادعاء أظهرت أن ما وقع كان نتيجة تصعيد خطير للخلافات الأسرية.
هيئة المحلفين، وبعد جلسات استماع طويلة، خلصت في أبريل الماضي إلى إدانة فيرجسون بجريمة قتل مشدّدة لاستخدامه السلاح الناري، وهو ما دفع المحكمة إلى إصدار حكم ثقيل عكس خطورة الجريمة وأبعادها الرمزية.
صدمة في الأوساط القانونية والإعلامية
الحادثة لم تمر مرور الكرام، إذ أثارت جدلًا واسعًا في الولايات المتحدة، خاصة أن المتهم كان حتى وقت قريب يحكم في قضايا جنائية مشابهة، ما يطرح تساؤلات عميقة حول معايير النزاهة والمسؤولية لدى بعض ممثلي العدالة. ويرى مراقبون أن هذه القضية ليست مجرد حادثة فردية، بل ضربة قوية لصورة مؤسسة يفترض أن تكون حامية للقانون وملاذًا للثقة العامة.
أبعاد اجتماعية وقانونية
تحمل القضية أبعادًا تتجاوز حدود جريمة قتل داخل الأسرة، فهي تكشف عن هشاشة التوازن بين الحياة الشخصية والمسؤوليات القضائية، خاصة حين يتعلق الأمر بمن يشرفون على تطبيق القانون. ويرى محللون أن محاكمة قاضٍ بهذه الخلفية، وبحكم يصل إلى عقود طويلة من السجن، قد تكون رسالة قوية بأن العدالة، رغم هناتها، لا تستثني أحدًا مهما كان منصبه.
المصدر: وكالات