قضايا رأي عام

القيروان على وقع الصدمة: وفاة شاب متزوج في ظروف غامضة وشهادات تكشف التفاصيل..

شهدت معتمدية نصر الله من ولاية القيروان حادثة أليمة تمثّلت في رحيل الشاب صلاح عفلي، عامل بناء وزوج وأب لطفلين، في ظروف صادمة هزّت الرأي العام المحلي. في البداية، ربط كثيرون هذه النهاية المأساوية بضغوط مادية ومعيشية، لكن سرعان ما تبيّن أن ما عاشه الراحل كان أعمق من ذلك.

ما وراء الفقر: جرح نفسي صامت

وفق شهادة أحد أصدقائه المقرّبين، لم تكن معاناة صلاح مرتبطة فقط بمتاعب مالية، بل تفاقمت نتيجة أزمة عاطفية عنيفة جعلته يفقد توازنه النفسي. هذا الجرح الخفي دفعه إلى الانعزال وتكثيف الدعاء في منشوراته على مواقع التواصل الاجتماعي، في تعبير صريح عن قهر داخلي لم يجد له متنفسًا أو دعمًا فعليًا.

درس مؤلم عن هشاشة المساندة النفسية

القضية تفتح النقاش حول غياب فضاءات حقيقية للاستماع والمرافقة النفسية في المجتمع التونسي. فالأزمات العاطفية، شأنها شأن الأزمات الاقتصادية، قادرة على دفع الأفراد إلى حافة الانهيار عندما تغيب شبكات الدعم الأسري والمؤسساتي.

البعد الديني: الحياة أمانة لا تُفرّط

في خضم هذه الأحداث، تذكّر المأساة بأهمية التمسك بالقيم الإيمانية في مواجهة المحن. فالحياة وديعة من الله تعالى، والابتلاءات مهما بلغت شدتها يمكن تجاوزها بالصبر واللجوء إلى الخالق، الذي وعد عباده بالفرج بعد الضيق وبالقوة بعد الضعف.

ما العمل؟

المطلوب اليوم هو مقاربة شاملة تدمج بين الرعاية الروحية والدعم النفسي، مع ضرورة إرساء هياكل مساعدة مجانية ومفتوحة أمام من يعيشون أزمات نفسية صامتة. فقصص مثل صلاح ليست فردية، بل تعكس واقعًا أوسع يحتاج إلى إصلاح عاجل.

تعليقات فيسبوك

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock