عاجل: اتحاد الشغل يحسم موقفه من الزيادة في الأجور ويوجه المسؤولية لهؤلاء..

جدّد قسم القطاع الخاص بالاتحاد العام التونسي للشغل، اليوم الاثنين، موقفه الثابت الداعي إلى حماية الحقوق الاقتصادية والاجتماعية للعاملين. وجاء ذلك في بيان أعقب اجتماعًا يوم 28 أوت 2025، حيث اعتبر أنّ مراجعة الاتفاقيات المشتركة في ظل تضخّم الأسعار وتزايد هشاشة العمل أصبحت ضرورة وطنية لا يمكن تأجيلها.
وأوضح البيان أنّ تعطّل مسار التفاوض حول الترفيع في الأجور وتحسين ظروف الشغل تتحمّله الحكومة من جهة، والاتحاد التونسي للصناعة والتجارة من جهة أخرى، مؤكّدًا أنّ أي تأخير إضافي ستكون له انعكاسات مباشرة على القدرة الشرائية والتوازن الاجتماعي داخل المؤسسات.
ما معنى الاتفاقيات المشتركة ولماذا تعطّلت؟
الاتفاقيات المشتركة هي المرجع القانوني الذي يحدد الحقوق الأساسية للعمال في مختلف القطاعات، مثل الأجور والمنح والسلامة المهنية والتغطية الاجتماعية وساعات العمل. ويتم عادة تحيينها بصفة دورية لمواكبة غلاء المعيشة والتطورات الاقتصادية. لكن تعطّل هذا المسار في السنوات الأخيرة خلق فجوة واضحة بين الأجور الفعلية وكلفة المعيشة، ما زاد من الضغط على العائلات محدودة الدخل.
التداعيات الاجتماعية للتأخير
يشير الاتحاد إلى أنّ غياب الحسم في الملف يهدّد استقرار المؤسسات ويضعف الثقة بين أطراف الشراكة الاجتماعية. كما دعا إلى اعتماد رزنامة واضحة للمفاوضات مؤطّرة زمنيًا، بما يضمن التوصّل إلى حلول عملية تعيد توزيع الأعباء بعدل وتمنع انزلاق الأوضاع نحو التوتر.
التحديات الراهنة
- تدهور القدرة الشرائية مقابل ارتفاع تكاليف الاستهلاك.
- تفاوت ظروف العمل بين القطاعات، خصوصًا في المؤسسات الصغرى والمتوسطة.
- حاجة أصحاب الأعمال إلى رؤية واضحة حول تكلفة اليد العاملة لتأمين استدامة أنشطتهم.
ما المطلوب؟
يدعو اتحاد الشغل إلى اعتماد منهجية شفافة لاحتساب الزيادات تراعي التضخّم وواقع المؤسسات، مع ضمان آليات متابعة تنفيذية وحلول سريعة للنزاعات. كما شدّد على أنّ تحسين شروط العمل من حيث السلامة المهنية والتكوين والاستقرار الوظيفي يجب أن يسير بالتوازي مع الملف المالي، حتى تكون الزيادة ذات أثر فعلي على جودة الحياة المهنية.
الخلاصة
أكد قسم القطاع الخاص أنّ الترفيع في الأجور ليس منّة بل حق دستوري ومهني، مشددًا على أنّ الحفاظ على السلم الاجتماعية يمرّ عبر اتفاقيات واضحة قابلة للتطبيق تُحترم آجالها وتوازناتها.