عاجل : إيقافات بالجملة بعد تتبعات قضائية مطوّلة… التفاصيل الكاملة..

في واحدة من أبرز العمليات الأمنية لهذا العام، تمكّنت الوحدات التابعة لمنطقة الأمن الوطني بسوسة، صباح اليوم السبت، من الإطاحة بثلاثة أشخاص من ذوي السوابق العدلية الخطيرة، إثر مداهمة دقيقة نفّذتها في منطقة خزامة، بعد تحريات طويلة ومتابعة استخباراتية متواصلة.

تفاصيل العملية

وفق المعطيات التي تحصل عليها “فريق تحرير موقع تونس 33″، فإنّ الموقوفين مفتش عنهم لفائدة وحدات أمنية وقضائية متعددة، في قضايا تتعلّق بترويج المواد المخدّرة، بيع الخمر خلسة، والاعتداء بالعنف. وقد تبيّن أنّ اثنين منهم متورطان في جريمة قتل مروّعة شهدتها منطقة بوحسينة خلال شهر سبتمبر 2024، حين أودت مشاجرة دامية بحياة شاب ثلاثيني بعد تعرّضه لاعتداء بأسلحة بيضاء.

التحقيقات التي تواصلت لأشهر مكّنت من تحديد تحرّكات المشتبه فيهم، ليتبيّن أنهم كانوا بصدد التحضير لعملية هجرة غير نظامية نحو السواحل الإيطالية، في محاولة للإفلات من العدالة. وبناءً على معلومات استخباراتية دقيقة، تمّ تنفيذ مداهمة فجر اليوم في منزل بمنطقة خزامة، انتهت بالقبض على الثلاثي دون تسجيل أي إصابات.

معطيات إضافية

خلال العملية، حجزت الفرق الأمنية كمية من المواد المخدّرة والخمر المعدّة للبيع خلسة، إضافة إلى مبالغ مالية متأتية من أنشطة غير قانونية، وأجهزة إلكترونية يشتبه في استخدامها ضمن عمليات التهريب. كما تم العثور على هواتف محمولة تحتوي على مراسلات تُثبت التخطيط لعملية “حرقة” بالتنسيق مع أحد الوسطاء في الساحل.

وبتعليمات من النيابة العمومية، تمّ الاحتفاظ بالموقوفين على ذمّة الأبحاث لدى فرقة الشرطة العدلية بسوسة، في انتظار إحالتهم على القضاء.

قراءة تحليلية

تؤكد هذه العملية مرة أخرى قدرة الوحدات الأمنية في سوسة على الجمع بين العمل الميداني السريع والمعلومة الاستخباراتية الدقيقة، مما ساهم في تفكيك شبكة كانت تمثل خطرًا حقيقيًا على الأمن العام. كما تبرز أهمية التنسيق بين مختلف الأجهزة الأمنية في مواجهة الجريمة المنظمة التي باتت تتداخل فيها ملفات المخدرات، العنف، والتهريب البحري.

وفي ظلّ تزايد محاولات الهروب إلى الخارج عبر “الحرقة”، تبدو هذه العملية مثالاً على يقظة الأمن التونسي واستباقه للمخاطر قبل وقوعها، في سياق وطني يشهد تصاعدًا لجرائم العنف المرتبطة بالأوضاع الاجتماعية والاقتصادية.

فريق تحرير موقع تونس 33