في خضم تصاعد الغضب الشعبي بولاية قابس إثر تسربات الغاز الأخيرة من المجمع الكيميائي، خرج الناشط السياسي رياض جراد، المعروف بقربه من قصر قرطاج، بتصريحات مثيرة للجدل، تناول فيها جذور الأزمة البيئية بالجهة وتداعياتها السياسية والاجتماعية.
⚠️ أزمة بيئية تتجاوز اللحظة.. وخيارات خاطئة عبر عقود
أكد جراد أن ما تعيشه قابس اليوم من تلوث خانق وتسربات متكررة للغاز ليس وليد اللحظة، بل نتيجة سياسات تنموية وبيئية فاشلة تراكمت منذ عقود. واعتبر أن “الوضع بلغ مستوى كارثيًا” جعل من المدينة رمزًا للمعاناة البيئية في تونس.
وأضاف أن رئيس الجمهورية قيس سعيّد هو أول من اعترف علنًا بما وصفه بـ“جريمة الدولة” في حق الجهة وأهلها، مشيرًا إلى أن هذا الاعتراف يمثّل خطوة سياسية نادرة في تاريخ التعامل الرسمي مع الملف البيئي لقابس.
🧩 تدخل رئاسي عاجل وخطة للإنقاذ
بحسب تصريحات جراد، فإن سعيّد أصدر تعليمات فورية لوزارتي الصناعة والبيئة لتشكيل فرق ميدانية تعمل على إصلاح الأعطاب التقنية ومتابعة عمليات الصيانة، إلى جانب إعداد استراتيجية وطنية لإنهاء التلوث تدريجيًا.
ويرى مراقبون أن هذا التوجه يعكس رغبة رئاسية في معالجة الملف بيئيًا وتنمويًا في آن واحد، لكن التحدي الأكبر يبقى في التنفيذ الميداني ووضوح الجدول الزمني للإصلاحات.
🔥 بين الاحتجاج المشروع وأعمال العنف المرفوضة
في المقابل، لم يُخفِ جراد انتقاده لبعض التحركات الاحتجاجية التي قال إنها انحرفت عن طابعها السلمي، مشيرًا إلى حرق المقر الإداري للمجمع الكيميائي باستعمال الزجاجات الحارقة. واعتبر أن هذه الأعمال “لا تمت بصلة للاحتجاج السلمي ويجب أن تُدان من الجميع”، داعيًا الأهالي إلى التمييز بين الدفاع عن الحقوق والتورط في التخريب.
🗣️ هجوم على “الراكبين على الموجة”
كما وجّه جراد سهام نقده إلى عدد من الجمعيات والمنظمات والأحزاب التي اتهمها بـ“توظيف الغضب الشعبي لتحقيق أهداف سياسية”، وخصّ بالذكر رفيق عبد السلام وبعض المنصات الرقمية التي وصفها بأنها “تؤجج الفتنة من الخارج”.
وقال إن “البعض يسعى إلى تحويل أزمة بيئية إلى صراع سياسي”، مشددًا على ضرورة الوعي بخطورة التوظيف السياسي للمطالب الاجتماعية.
🌿 أزمة ممتدة وحلول على مراحل
واختتم جراد تصريحه بالتأكيد على أن ملف قابس معقد ومتشعب، تراكمت مشاكله على مدى أكثر من نصف قرن، معتبرًا أن الحل يجب أن يكون “تدريجيًا وعلى مراحل”، بعيدًا عن الوعود الشعبوية أو الحلول السريعة.
ودعا إلى العقلانية والتضامن الوطني، مشددًا على أن “قابس العزيزة على قلوب التونسيين تستحق خطة وطنية شاملة، لا سجالًا سياسيًا عابثًا”.
✍️ بقلم: فريق تحرير موقع تونس 33
