قضايا و حوادث

عاجل : حزن عميق في صفاقس بعد وفاة تلميذة داخل مقهى.. التفاصيل مؤلمة..

حزن كبير في الأوساط التربوية بعد وفاة التلميذة مريم الدوزي في مقهى

في مشهد مؤلم أعاد إلى الأذهان قصص الحوادث التي يمكن تفاديها، خيّم الحزن على مدينة صفاقس بعد وفاة التلميذة مريم الدوزي، ذات الـ16 ربيعًا، متأثرة بإصابات خطيرة لحقت بها إثر انفجار قارورة غاز داخل مقهى بمنطقة ساقية الزيت.
الحادث الذي جدّ يوم 11 سبتمبر الماضي بدا في البداية عرضيًا، لكن تداعياته كانت مأساوية، إذ تدهورت حالة الفتاة الصحية خلال الأسابيع اللاحقة رغم تلقيها العلاج، لتغادر الحياة بعد شهر من المعاناة، تاركة خلفها صدمة في الوسط التربوي والعائلي.

فاجعة تهزّ المدينة

في حي الأنس، حيث تقطن عائلة الدوزي، ساد صمت ثقيل يوم إعلان الوفاة. جيرانها، زملاؤها، أساتذتها… الجميع كان في حالة ذهول.
وقد سارعت المندوبية الجهوية للتربية بصفاقس 2 إلى نعي التلميذة في بيان مؤثر، عبّرت فيه عن “عميق حزنها على فقدان إحدى أنجب تلميذاتها”، مقدّمة التعازي لأسرتها وأصدقائها.
لكن خلف المشاعر، بدأت الأسئلة تُطرح: كيف يمكن أن يؤدي تسرب غاز في مقهى إلى مقتل شابة في مقتبل العمر؟ ومن يتحمّل المسؤولية؟

غياب الصيانة وثقافة الوقاية

التحقيقات الأولية تشير إلى أنّ تسرب الغاز من قارورة غير مؤمّنة جيدًا هو ما تسبب في الانفجار. حادثة ليست الأولى من نوعها في صفاقس، إذ شهدت الجهة خلال السنوات الأخيرة حوادث مشابهة في محلات ومقاهٍ ومنازل.
ويرى خبراء السلامة أنّ الإهمال في الصيانة وغياب الرقابة الدورية على تجهيزات الغاز يشكّلان القاسم المشترك في هذه الحوادث.
فالعديد من المقاهي والمطاعم، خصوصًا الصغيرة منها، تفتقر إلى تجهيزات أمان أساسية مثل حساسات تسرب الغاز أو منافذ تهوية كافية، ما يجعل أي شرارة كفيلة بتحويل المكان إلى فخ قاتل.

مأساة تكشف خللاً أعمق

وفاة مريم الدوزي لم تكن مجرد حادثة مؤسفة، بل مرآة لواقع أعمق تعيشه البلاد: ضعف ثقافة السلامة العامة في الفضاءات التجارية والترفيهية.
ويشير ناشطون في المجتمع المدني إلى أنّ البلديات تمنح تراخيص النشاط دون متابعة جدّية لمعايير الأمان، فيما تتعامل بعض المؤسسات مع الإجراءات الوقائية كترف إداري لا كضرورة حياتية.
وفي المقابل، تؤكد مصادر من الحماية المدنية أنّ أغلب الحوادث التي تُسجّل كان يمكن تفاديها لو تمّ تطبيق أبسط قواعد السلامة، مثل مراقبة أنابيب الغاز دورياً، وتجنب تخزين القوارير قرب مصادر الحرارة، وضمان التهوية المناسبة.

بين الألم والمحاسبة

رحيل مريم أثار موجة تعاطف واسعة في صفاقس وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تحوّل اسمها إلى رمز لضحايا الإهمال.
ويطالب ناشطون بفتح تحقيق جدّي لتحديد المسؤوليات، لأنّ “إغلاق الملف بحجة القضاء والقدر لن يمنع تكرار المأساة”.
الرسالة الأهم التي يتركها هذا الحادث هي أنّ الوقاية ليست خيارًا، بل واجب جماعي يفرض على الجميع — من السلطات إلى أصحاب المحلات، مرورًا بالمواطنين — العمل على حماية الأرواح قبل فوات الأوان.

رحلت مريم… لكنها تركت جرحًا لن يندمل، ودرسًا قاسيًا في معنى التقصير حين يصبح قاتلاً.

✍️ فريق تحرير موقع تونس 33

تعليقات فيسبوك

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock