عالمية

طلب عاجل من روما: رئيسة الوزراء الإيطالية تأمر أسطول الصمود بالتوقف لهذا السبب..

رئيسة وزراء إيطاليا تدعو أسطول الصمود للتوقف فوراً: هذا هو السبب

في خطوة عكست حساسية المشهد السياسي في البحر المتوسط، أطلقت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، يوم الثلاثاء 30 سبتمبر 2025، تحذيرًا صريحًا لأسطول الصمود الدولي الذي يعتزم كسر الحصار البحري على غزة، داعيةً إياه إلى التوقف الفوري عن مهمته. ميلوني اعتبرت أن الإصرار على المضي في هذه المغامرة قد يهدد ما وصفته بـ”التوازن الهش” في المنطقة، في رسالة حملت أبعادًا تتجاوز مجرد موقف إنساني إلى حسابات استراتيجية دقيقة.

إيطاليا بين الضغوط الأميركية والمشهد الإقليمي

تصريحات ميلوني لم تأتِ في فراغ؛ بل جاءت في سياق تصاعد الضغوط الدبلوماسية على روما لتفادي أي مواجهة بحرية محتملة مع إسرائيل. ووفق مراقبين، فإن استحضارها خطة السلام التي اقترحها الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب – رغم ما لاقته من رفض فلسطيني واسع – يؤشر إلى محاولة إيطالية لإبقاء قنواتها مفتوحة مع واشنطن وتل أبيب على السواء، حتى لو جاء ذلك على حساب الحراك المدني الدولي المناهض للحصار.

أسطول الصمود: ما بين الرمزية الإنسانية والمواجهة السياسية

الأسطول، الذي يضم نشطاء ومنظمات حقوقية دولية، لا يمثل فقط قافلة مساعدات إنسانية، بل رسالة سياسية واضحة لتحدي الحصار الإسرائيلي المستمر منذ أكثر من 18 عامًا على مليوني فلسطيني في غزة. وبحسب منظميه، فإن الهدف ليس مجرد إيصال الغذاء والدواء، بل كشف الطابع غير القانوني للحصار ووضع الحكومات أمام مسؤولياتها الأخلاقية.

أما إسرائيل، فترى في هذه التحركات “استفزازًا” يهدد أمنها البحري، وتصر على مرور المساعدات عبر معابرها الرسمية، ما يجعل أي محاولة لكسر الحصار مواجهة محتملة بين القانون الدولي والممارسات الواقعية على الأرض.

الانعكاسات على الموقف الأوروبي ووحدة القرار

التحذيرات الإيطالية تكشف انقسامًا أوروبيًا قديمًا يتجدد كلما طُرحت قضية غزة على الطاولة. ففي حين تدعم بعض الحكومات الأوروبية المبادرات الإنسانية بشكل مباشر، تفضل أخرى الوقوف على مسافة تجنبًا للتصعيد مع إسرائيل. هذا التباين يضعف وحدة الموقف الأوروبي ويُسقط الخطاب الرسمي حول “القيم الإنسانية المشتركة” أمام أول اختبار عملي في شرق المتوسط.

قراءة في الموقف الإيطالي: واقعية سياسية أم انحياز مقنّع؟

تحاول روما اليوم لعب دور “الوسيط المتوازن” في البحر المتوسط، لكنها تُتهم في الوقت ذاته بتغليب الواقعية السياسية على الموقف الأخلاقي. فبينما تقول الحكومة الإيطالية إنها تسعى إلى تفادي التصعيد، يرى حقوقيون أن هذا الموقف يمنح تل أبيب غطاءً إضافيًا لمواصلة سياساتها.
وبذلك تصبح إيطاليا أمام معادلة صعبة: الحفاظ على مكانتها الإقليمية دون أن تخسر صورتها كفاعل إنساني مؤثر.

خاتمة

الساعات المقبلة قد تكون حاسمة في تحديد ما إذا كان أسطول الصمود سيتوقف عند حدود التحذيرات الإيطالية والإسرائيلية، أم أنه سيواصل مهمته متحديًا الحسابات السياسية لصالح القضية الإنسانية. مصير هذه القافلة قد يتجاوز مجرد مواجهة بحرية ليصبح اختبارًا حقيقيًا لمصداقية القيم الأوروبية في البحر المتوسط.

المصدر: فريق تحرير موقع تونس 33

تعليقات فيسبوك

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock