عاجل : قرار عاجل من إسرائيل بخصوص نشطاء قافلة الصمود..
عاجل / هذا ما قرّرته اسرائيل بخصوص المحتجزين لديها من أسطول الصمود

تواصل إسرائيل اليوم الجمعة إجراءاتها لترحيل نشطاء “أسطول الصمود العالمي” بعد احتجازهم مساء الخميس في ميناء أسدود، في خطوة وُصفت بأنها تحرك استباقي لتقليل الخسائر السياسية والإعلامية. فقد أعلنت قناة “أخبار 24” العبرية أنّ سلطات الاحتلال استأجرت طائرة خاصة لنقل مئات النشطاء الأوروبيين دفعة واحدة على نفقتها الخاصة، وهو مؤشر واضح على سعيها لطيّ الصفحة سريعًا.
من الاحتجاز إلى الترحيل… إدارة أزمة أم إخفاء فشل؟
هذه العملية لم تخلُ من الأبعاد السياسية؛ إذ خضع 473 ناشطًا لجلسات استماع عاجلة، في حين تنازل أكثر من 200 ناشط عن المثول أمام القضاء اختصارًا للوقت. هذه المعطيات تكشف أن تل أبيب تسابق الزمن لتفادي ضغوط الرأي العام الدولي، خصوصًا مع تعاطف واسع مع المشاركين في القافلة التي تهدف إلى كسر الحصار عن غزة.
صورة إعلامية مرتبكة رغم “التعليمات”
المصادر الإسرائيلية كشفت أن النشطاء تلقوا تعليمات بالابتسام أمام الكاميرات “لتبديد الشائعات” حول احتجازهم، غير أنّ معظمهم رفض ذلك حفاظًا على جدية موقفهم ومصداقيته أمام العالم. هذا الرفض وضع إسرائيل في زاوية حرجة، إذ بدا المشهد كأنه إجراء قسري يُسوَّق على أنه “ترحيل إنساني”.
بين الرواية الرسمية والواقع الميداني
وزارة الخارجية الإسرائيلية بررت في بيانها أن القافلة “لم تنجح في دخول منطقة قتال نشطة أو كسر الحصار البحري القانوني”، وأن جميع الركاب بخير. لكن مراقبين يرون أنّ هذا الخطاب تكرار لرواية جاهزة تهدف إلى شرعنة حصار غزة أمام القانون الدولي، بينما الهدف الحقيقي للقافلة كان لفت الأنظار إلى كارثة إنسانية ممتدة منذ سنوات.
نتنياهو وتكريس الخطاب الأمني
رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لم يتأخر في الإشادة بالبحرية الإسرائيلية، واصفًا العملية بـ”الاحترافية” التي أوقفت “حملة نزع الشرعية عن إسرائيل”. هذه التصريحات تكشف أن الرهان الإسرائيلي ليس فقط على منع السفن من الوصول إلى غزة، بل أيضًا على كسر رمزية التضامن الدولي مع الفلسطينيين.
قراءة تحليلية: “الترحيل السريع” كتكتيك سياسي
التحرك الإسرائيلي السريع لترحيل النشطاء يُقرأ على أنه محاولة احتواء أزمة إعلامية أكثر منه إجراء أمني. فكل ساعة إضافية من الاحتجاز كانت ستغذي خطاب التضامن الدولي وتزيد الضغط على إسرائيل، خاصة في أوروبا. في المقابل، موقف النشطاء الرافض للابتسامة أمام الإعلام يعكس نجاحهم في الحفاظ على صورة الضحية لا صورة المخطئ.
خلاصة
تكشف هذه الحادثة أن الصراع حول غزة لم يعد عسكريًا فقط، بل صار معركة على الرأي العام الدولي. إسرائيل قد تربح معركة بحرية بترحيل النشطاء، لكنها تخسر على مستوى الصورة والشرعية الأخلاقية أمام العالم، في حين تظل قضية غزة حيّة بفضل مبادرات كهذه تُعيدها إلى واجهة الاهتمام العالمي.
المصدر: فريق تحرير موقع تونس 33