شهد كورنيش مدينة سوسة اليوم حادثة صادمة، حيث عُثر على طفلة حديثة الولادة، لم يتجاوز عمرها ساعات، مُلقاة على قارعة الطريق ومغطاة بغطاء خفيف. اكتشف بعض المارة الطفلة بعد سماع صراخها، وتم إشعار وحدات الأمن والحماية المدنية على الفور، لنقلها إلى المستشفى لتلقي الرعاية الطبية اللازمة.

استمرار التحقيق في حادثة الرضيعة المهجورة بكورنيش سوسة

حتى الآن، لم تُكشف هوية الأم التي تخلّت عن طفلتها حديثة الولادة على كورنيش سوسة يوم السبت 23 أغسطس 2025. وقد تمكنت السلطات الأمنية من ضبط المرأة، إلا أن المعلومات المتعلقة بهويتها لم تُعلن بعد، ما أثار تساؤلات واستغراب عدد من المتابعين للخبر.

العثور على الرضيعة وظروف الواقعة

وُجدت الطفلة داخل علبة كرتونية، ولم يتجاوز عمرها ساعات منذ الولادة. فور اكتشافها، تم نقلها على وجه السرعة إلى المستشفى الجامعي فرحات حشاد لتلقي الرعاية الطبية الضرورية وضمان سلامتها الصحية.

تحقيقات جارية لمعرفة الملابسات

الجهات المختصة باشرت تحقيقاتها لكشف تفاصيل الحادثة، بما في ذلك الظروف التي دفعت الأم إلى ارتكاب هذا الفعل، وكيفية وصول الطفلة إلى المكان المهجور. ويأتي هذا التحقيق في إطار حماية حياة الأطفال وضمان اتخاذ الإجراءات القانونية المناسبة تجاه المسؤولين عن هذه الجرائم.

تساؤلات إنسانية مؤلمة

تثير الواقعة أسئلة صعبة حول الظروف التي دفعت شخصًا للتخلي عن رضيع بهذه الطريقة. هل يعود الأمر للفقر والضغوط الاجتماعية، أم هو خوف من الفضيحة، أم أنه فعل إجرامي بحت؟ المشهد أثار صدمة وحزن عميقين بين المارة، الذين عبر بعضهم عن استيائهم من تكرار مثل هذه الحالات في المجتمع.

البعد القانوني والاجتماعي

ينص القانون التونسي على أن التخلي عن الأطفال جريمة يعاقب عليها القانون، لما لها من خطورة على حياة الرضيع. إلا أن القضايا الاجتماعية وراء هذه الجرائم معقدة، فقد تشمل الفقر، الحمل غير المرغوب فيه، التفكك الأسري، أو غياب الوعي الاجتماعي. وتشدد الجهات المختصة على أن الحلول دائمًا موجودة ضمن مراكز رعاية ودور حضانة تتيح حماية الأطفال من المصير المجهول.

دعوة للرحمة والتكافل

تشكّل هذه الواقعة جرس إنذار للمجتمع بأسره حول ضرورة حماية أضعف الفئات. تبقى الطفلة في حاجة إلى رعاية حانية وبيئة آمنة، بينما يتحمل المجتمع مسؤولية تعزيز قيم الرحمة والتكافل لضمان ألا تتكرر مثل هذه المأساة.