عاجل: كل ما يجب معرفته عن العفو الجبائي لسنة 2026 وكيفية الانتفاع به..
مستجدات عاجلة حول العفو الجبائي لسنة 2026
أثار ملف العفو الجبائي لسنة 2026 اهتمامًا واسعًا في الأوساط الاقتصادية والجبائية، باعتباره أحد الآليات التي تعوّل عليها الدولة لمعالجة تراكم الديون الجبائية، في ظرف يتّسم بتراجع القدرة الشرائية وصعوبات مالية متزايدة لدى الأفراد والمؤسسات.
وفي هذا السياق، قدّمت الدكتورة منال الدقي، الأستاذة الجامعية والخبيرة العدلية في الجباية والمحاسبة، قراءة تفسيرية لمضمون هذا الإجراء، مبرزة أهدافه وحدوده والرهانات المرتبطة بتطبيقه.
العفو الجبائي: منطق المعالجة بدل العقاب
تؤكد الدقي أن العفو الجبائي لا يقوم على منطق إسقاط الديون بصفة عشوائية، بل يندرج ضمن مقاربة تصحيحية تهدف إلى تمكين المطالبين بالأداء من إعادة تسوية وضعياتهم الجبائية في إطار قانوني مضبوط.
وتضيف أن الدولة تسعى من خلال هذا الإجراء إلى تقليص حجم المتخلدات الجبائية غير المستخلصة، مع تشجيع الامتثال الطوعي بدل تكريس القطيعة بين الإدارة الجبائية ودافعي الضرائب.
من المعني بالعفو الجبائي؟
وبحسب التوضيحات المقدّمة، يشمل العفو الجبائي الأشخاص الطبيعيين والمؤسسات الذين لديهم ديون جبائية سابقة، سواء تعلّقت بـ الضريبة على الدخل، أو الضريبة على الشركات، أو بعض المساهمات الاجتماعية.
غير أن هذا الشمول لا يعني الاستفادة الآلية، إذ يبقى الانتفاع بالعفو مرتبطًا باحترام الشروط القانونية والآجال التي سيحدّدها النص التطبيقي، وهو ما يستوجب الانتباه إلى التفاصيل الإجرائية.
شروط دقيقة وإجراءات لا يمكن تجاوزها
وتحذّر الخبيرة العدلية من الاعتقاد السائد بأن العفو الجبائي يتم دون التزامات، موضحة أن المعنيين مطالبون بـ تقديم مطالب رسمية لدى مصالح الجباية المختصة، مرفقة بالوثائق التي تبيّن طبيعة الديون والوضعية الجبائية الحقيقية.
كما تشير إلى أن بعض الحالات قد تتطلب خلاص جزء من المبالغ المستوجبة، وفق ما ينص عليه القانون، مع التنبيه إلى أن وجود مخالفات جبائية خطيرة أو قضايا جارية قد يحول دون قبول مطلب العفو.
امتيازات العفو: فرصة لإعادة الانطلاق
من أبرز ما يتيحه العفو الجبائي، وفق الدقي، الإعفاء الكلي أو الجزئي من الخطايا والفوائض، وهو ما يمكّن المطالب بالأداء من تخفيف العبء المالي وإعادة ترتيب وضعيته القانونية.
وتعتبر أن هذه الامتيازات تمثل فرصة حقيقية للمؤسسات الصغرى والمتوسطة التي تضرّرت من تراكم الخطايا، كما تساعد الأفراد على تحسين سجلهم الجبائي واستعادة إمكانية التعامل الطبيعي مع الإدارات والمؤسسات المالية.
آجال محدودة وتحذير من التراخي
وشدّدت الدقي على أن فترة الانتفاع بالعفو الجبائي ستكون محدودة زمنيًا، مؤكدة أن التأخير في إيداع المطالب قد يؤدي إلى ضياع هذه الفرصة الاستثنائية.
كما نصحت المعنيين بالاستعانة بـ محاسب معتمد أو خبير جبائي، لتفادي الأخطاء الإجرائية وضمان احترام الشروط القانونية، خاصة في الملفات المعقّدة.
تحليل: بين دعم الخزينة وبناء الثقة
يرى متابعون أن العفو الجبائي لسنة 2026 قد يساهم في توفير موارد إضافية ظرفية لخزينة الدولة، إذا ما أُحسن تطبيقه وتم تبسيط إجراءاته.
غير أن نجاحه الحقيقي، وفق مختصين، يبقى رهين وضوح النصوص التطبيقية، وسرعة البت في المطالب، واعتماد مبدأ المساواة بين جميع المطالبين بالأداء، بما يعزّز الثقة في المنظومة الجبائية ويحدّ من التهرّب مستقبلاً.
📌 المصدر: فريق تحرير موقع تونس 33 – المرجع: تصريح الدكتورة منال الدقي حول العفو الجبائي لسنة 2026











