إعلان عطلة مدفوعة الأجر لكافة موظفي القطاعين العام والخاص بداية من هذا التاريخ..

في خطوة تعبّر عن رمزية التاريخ الوطني واستمرارية الذاكرة الجماعية، أعلنت رئاسة الحكومة التونسية أنّ يوم الأربعاء 15 أكتوبر 2025 سيكون عطلة رسمية مدفوعة الأجر لكافة العاملين في القطاعين العمومي والخاص، بمناسبة الاحتفال بذكرى عيد الجلاء، أحد أبرز الأعياد الوطنية في البلاد.

🔹 عيد السيادة الكاملة

تحمل ذكرى عيد الجلاء بعدًا وطنيًا يتجاوز الطابع الاحتفالي، إذ تعود إلى 15 أكتوبر 1963، تاريخ جلاء آخر جندي فرنسي عن الأراضي التونسية، بعد معركة دبلوماسية وعسكرية خاضتها تونس بقيادة الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة لاستكمال الاستقلال الوطني.
وتبقى مدينة بنزرت، التي شهدت آخر المواجهات ضد الوجود الفرنسي، عنوانًا لذاكرة النضال من أجل السيادة الكاملة، إذ تُقام فيها كل عام مراسم رسمية تخليدًا للتضحيات التي قدّمها الجنود والمقاومون.

🔹 عطلة مدفوعة وفق القانون

ووفق البلاغ الرسمي الصادر عن رئاسة الحكومة، يأتي هذا القرار استنادًا إلى الأمر الحكومي عدد 317 لسنة 2011، المنظّم لأيام العطل الرسمية. ويؤكد البلاغ أنّ عيد الجلاء يُعدّ يوم راحة مدفوعة الأجر بالنسبة إلى كافة الأعوان العموميين والعاملين في القطاع الخاص، على أن تُمنح للمؤسسات التي تواصل نشاطها في هذا اليوم تعويضات مالية إضافية طبقًا للتشريعات الجاري بها العمل.

🔹 البعد الرمزي والسياسي

لا يقتصر عيد الجلاء على كونه عطلة رسمية، بل يُعدّ محطة رمزية في مسار بناء الدولة الوطنية، حيث يذكّر التونسيين بأهمية الدفاع عن الاستقلال في مفهومه الشامل، السياسي والاقتصادي والثقافي.
ويرى عدد من المؤرخين أنّ هذه المناسبة تمثّل دعوة متجددة إلى استحضار دروس الماضي، خاصة في ظل التحديات الراهنة التي تواجه البلاد على مستوى السيادة الاقتصادية واستقلال القرار الوطني.

🔹 ذاكرة تتجدّد كل عام

وتتجه الأنظار يوم 15 أكتوبر إلى بنزرت، حيث تُنظَّم المراسم الرسمية بحضور ممثلين عن الدولة وعدد من الشخصيات الوطنية، إلى جانب عروض رمزية تُجسّد مسيرة الكفاح الوطني.
ويبقى هذا اليوم، كما يرى العديد من المتابعين، أكثر من مجرّد عطلة، بل موعدًا سنويًا للتأمل في معنى الاستقلال وتجديد العهد مع الوطن.

📌 المصدر: فريق تحرير موقع تونس 33 — المرجع: رئاسة الحكومة التونسية