هل بدأ الانخفاض فعلاً؟ أرقام جديدة لأسعار زيت الزيتون في تونس..
عاجل: هذا هو سعر لتر زيت الزيتون في تونس لموسم 2025 – التفاصيل الكاملة
 
						انطلق رسميًا موسم جني الزيتون في تونس خلال الأيام الأخيرة في عدد من الولايات على غرار صفاقس والساحل، في مشهدٍ يتكرّر كل خريف، لكنه هذه السنة يأتي بطعم مختلف، بين تفاؤلٍ حذر بارتفاع الإنتاج، وقلقٍ متزايد من انعكاسات الأسعار العالمية على السوق المحلية.
موسم يتقدّم ببطء بسبب العوامل المناخية
تؤكد نجاح السعيدي حامد، رئيسة الغرفة الوطنية لمنتجي الزياتين، أنّ انطلاقة الموسم كانت بطيئة نسبيًا بسبب الظروف المناخية غير المواتية، موضحة أن “الزيتون لم يبلغ بعد درجة النضج المثالية التي تسمح بالحصول على زيت بكري ممتاز”.
وتوضح السعيدي أن بعض المناطق، خاصة في الشمال والوسط، ما زالت تنتظر اكتمال نضج الثمار، حيث يُعدّ تغيّر لون الزيتون بين الأخضر والبنفسجي مؤشرًا أساسيًا لبدء الجني المكثّف، وهو ما لم يتحقق بعد في جميع الجهات.
بين كلفة الإنتاج وضغط الأسعار
على الصعيد الاقتصادي، يتراوح سعر لتر زيت الزيتون حاليًا بين 12 و12.400 دينار تونسي، وهي أسعار يرى فيها الفلاحون تعويضًا نسبيًا لتكاليف الإنتاج المرتفعة، في حين يعتبرها المستهلكون عبئًا إضافيًا على ميزانيتهم اليومية.
وتشير الغرفة الوطنية إلى أنّ الأسعار تبقى خاضعة لتوازن السوق أكثر من أي تدخل حكومي، خاصة في ظل ارتباط تونس بالأسواق الأوروبية والعالمية، حيث تتحكم تقلّبات العرض والطلب في وتيرة الأسعار النهائية.
تونس بين الريادة العالمية والضغوط المحلية
رغم هذه التحديات، ما تزال تونس تُعدّ من أهم منتجي ومصدّري زيت الزيتون في العالم، إذ تُقدّر صابة هذا الموسم بما بين 460 و500 ألف طن، وفق التقديرات الأولية.
ويقول خبراء القطاع إن هذا الرقم يبشّر بإنتاج جيّد مقارنة بمواسم الجفاف السابقة، خاصة مع التحسن الملحوظ في إدارة الموارد المائية والدعم الفني للفلاحين.
كما أن تراجع الإنتاج في دول مثل إسبانيا وإيطاليا، بفعل التغيرات المناخية، قد يمنح تونس فرصة لتوسيع حضورها في السوق الأوروبية وتعزيز صادراتها من الزيت عالي الجودة.
رهانات المرحلة القادمة
في المقابل، ما زالت التحديات البنيوية قائمة: ضعف التمويل الفلاحي، نقص اليد العاملة المؤهلة، وغياب منظومات تسويق فعّالة قادرة على حماية المنتجين من تقلبات السوق.
ويرى محلّلون أن مستقبل القطاع يرتبط بقدرة الدولة على تطوير سلاسل القيمة من الزياتين إلى زيت الزيتون المعلّب، بما يعزز مداخيل التصدير ويحافظ في الوقت نفسه على استقرار الأسعار الداخلية.
موسم الزيتون.. ما بين التراث والاقتصاد
لا يُعتبر موسم الزيتون في تونس مجرّد محطة فلاحية، بل هو حدث وطني يُجسّد علاقة التونسي بأرضه وتاريخه واقتصاده. فمن كل غصن زيتون تُقطف معه حكاية تعب وصبر، ومن كل قطرة زيت تُستخلص معها قيمة العمل الريفي الذي لا يزال يمدّ البلاد بخيراتها رغم الصعوبات.
وبين تفاؤل المهنيين وتخوّف المستهلكين، يبقى الأمل في أن يترجم هذا الموسم توازنًا حقيقيًا بين الجودة والسعر، وبين مردودية الفلاح وقدرة المواطن على اقتناء منتوجٍ هو جزء من هويته اليومية.
✍️ فريق تحرير موقع تونس 33
📚 المصدر: إذاعة موزاييك

















