في خطوة وُصفت بـ”الضرورية والمُنقذة”، أعلن الصندوق الوطني للتأمين على المرض (الكنام) اليوم الثلاثاء، عن جملة من الإجراءات الاستثنائية، تهدف إلى ضمان حصول المضمونين الاجتماعيين على أدويتهم، رغم الخلاف القائم مع النقابة التونسية لأصحاب الصيدليات الخاصة.
🔹 تدخّل استثنائي لتفادي أزمة صحية
أكد الصندوق في بلاغ رسمي أنه تقرر تمكين منخرطي المنظومة العلاجية الخاصة من استرجاع مصاريف اقتناء الأدوية للأمراض العادية، طبقًا للإجراءات المعمول بها. ويأتي هذا القرار بعد إعلان النقابة السبت الماضي إيقاف العمل بصيغة “الطرف الدافع” الخاصة بالأمراض العادية، بداية من الاثنين 27 أكتوبر، وعدم تجديد الاتفاقية مع الصندوق لسنة 2026.
مصادر من داخل الكنام أوضحت أن هذا التدخل يهدف إلى تفادي انقطاع الدواء عن آلاف المرضى، خاصة المصابين بأمراض مزمنة يعتمدون على الصرف المباشر من الصيدليات، مؤكدة أن المرفق العمومي لن يسمح بأي فراغ في الخدمات الحيوية.
🔹 تواصل العمل بمنظومة “الطرف الدافع” رغم التوتر
ورغم إعلان النقابة تعليق العمل بالاتفاقية، شدّد الكنام على مواصلة العمل بمنظومة “الطرف الدافع” بصفة مباشرة مع الصيدليات المتعاونة، ضمانًا لاستمرارية التزويد بالأدوية وتجنّب تعطيل مصالح المضمونين.
وفي سياق متصل، دعا عبد الكريم سعود، رئيس الإدارة الفرعية للتعريف الوطني بإدارة الشرطة الفنية والعلمية، المواطنين إلى تمكين المصالح المختصة من أرقام هواتفهم لتفعيل الإشعارات الفورية عبر خدمة SMS Server، التي تُعلمهم بجاهزية وثائقهم أو ملفاتهم، في إطار تطوير الخدمات الإدارية الرقمية التابعة لوزارة الداخلية والكنام على حدّ السواء.
🔹 بين التصعيد والمسؤولية
تحليل المراقبين يشير إلى أن الأزمة الحالية تكشف حالة التوتر المزمنة بين الكنام ونقابة الصيادلة، حيث تتكرر الخلافات حول آجال الخلاص وشروط الاتفاقيات، لكن الصندوق اختار هذه المرة نهج التهدئة والمسؤولية بدل المواجهة، بإجراءات تضمن استمرارية الخدمة دون المساس بحقوق المرضى.
ويُنتظر أن تشهد الأيام المقبلة تحركات على مستوى وزارة الشؤون الاجتماعية لإعادة التفاوض حول تجديد الاتفاقية القطاعية، بما يضمن توازناً بين حقوق الصيدليات وحاجات المضمونين.
في الأثناء، تبقى استمرارية صرف الأدوية دون انقطاع أبرز مكسب للكنام في هذه المرحلة الدقيقة، ما يراه متابعون خطوة ضرورية لتجنيب البلاد أزمة دواء جديدة.
📌 المصدر: فريق تحرير موقع تونس 33
المرجع: موزاييك أف أم

















