عاجل : الداخلية تُعلن عن تفاصيل حملة أمنية ضخمة.. ما تم ضبطه فاجأ حتى الأمنيين..
حملة أمنية كبرى فاجأت الجميع… و ما تم حجزه هذه المرة كان صدمة حقيقية
في صباح هادئ من صباحات أريانة، تحوّلت شوارع سكرة ودار فضالة إلى مسرح لحركة أمنية غير عادية. سيارات الشرطة تجوب الأحياء، وحدات المراقبة تنتشر عند المفترقات، والعيون يقظة في كل الاتجاهات. لم يكن المشهد اعتياديًا، بل جزءًا من حملة أمنيّة كبرى قادتها منطقة الأمن الوطني بأريانة الشمالية في إطار خطة استباقية تهدف إلى ضرب أوكار الجريمة وتحصين المحيط المدرسي.
منذ ساعات الفجر الأولى، انطلقت الوحدات الأمنية في عمليات تمشيط دقيقة طالت الطرقات الفرعية والأحياء السكنية، بإشراف فرق مختصة في مكافحة المخدرات والنظام العام والمرور. الحملة لم تكن مجرد حضور رمزي، بل تحرك ميداني مبني على معلومات استخباراتية دقيقة حول تحركات عناصر مشبوهة تنشط في ترويج المواد المخدّرة واستغلال الشباب.
مداهمات نوعيّة ونتائج ميدانية فورية
التحركات الأمنية أسفرت عن إيقاف عدد من الأشخاص المتورّطين في قضايا مختلفة، من بينهم مروّجو مخدرات كانوا يتحركون بخفّة بين الأزقّة في منطقة دار فضالة. كما تمّ ضبط عدد من الأجانب المقيمين بصفة غير قانونية وإحالتهم على المصالح المختصة.
ما عُثر عليه داخل بعض المخابئ كان صادمًا: كميات من المواد المخدّرة وأدوات للترويج، ما يعكس مدى تغلغل هذه الشبكات التي تتغذى على هشاشة الشباب وتستغل أوضاعهم المعيشية.
الأمن في محيط المدارس: خطوة وقائية قبل فوات الأوان
اللافت في هذه الحملة هو التركيز على محيط المؤسسات التربوية، خصوصًا في سكرة ودار فضالة، حيث انتشرت الدوريات بكثافة مع دخول وخروج التلاميذ. هذه الخطوة الوقائية تأتي في وقتٍ تتزايد فيه الشكاوى من ظواهر مريبة قرب المدارس، بعضها يرتبط بمحاولات استقطاب أو ترويج ممنهج.
الرسالة كانت واضحة: “الأمن حاضر قبل وقوع الخطر”، وهي رسالة طمأنت الأهالي الذين تابعوا المشهد من نوافذهم بشيء من الدهشة الممزوجة بالاطمئنان.
بين الحزم والثقة: توازن جديد في العلاقة بين المواطن والأمن
تفاعل المواطنين مع الحملة كان إيجابيًا بشكل لافت. كثيرون عبّروا عن ارتياحهم وشكرهم للوحدات الأمنية التي استعادت ـ ولو مؤقتًا ـ شعورهم بالأمان داخل أحيائهم.
لكنّ الأهم من ذلك أنّ هذه الحملة أعادت طرح سؤال أعمق: كيف يمكن تحويل مثل هذه التحركات إلى سياسة أمنية دائمة، لا إلى ردود فعل ظرفية؟
يرى متابعون للشأن الأمني أنّ ما يحصل في أريانة هو نموذج لمقاربة أمنية جديدة تقوم على الوجود الميداني الدائم والتواصل المباشر مع المواطن. فالحزم وحده لا يكفي، بل يجب أن يُرافقه بناء ثقة متبادلة تُعيد اللحمة بين الأمن والمجتمع.
نحو أمن استباقي أكثر ذكاءً
ما يميز الحملة الأخيرة هو بعدها الاستباقي، إذ تسعى الأجهزة الأمنية إلى منع الجريمة قبل وقوعها عبر جمع المعطيات وتحديد البؤر الحساسة، خصوصًا في المناطق المتاخمة للعاصمة حيث تتقاطع مصالح تجارية واجتماعية متشابكة.
ويؤكد مراقبون أنّ مثل هذه الحملات قد تشكل بداية مرحلة جديدة في العمل الأمني بتونس، قوامها المتابعة الميدانية الدقيقة بدل التدخل بعد فوات الأوان.
في الخلاصة
الحملة الأمنية في أريانة لم تكن مجرد “عملية” بل رسالة سياسية واجتماعية في آن واحد: الدولة حاضرة، والمجتمع ليس متروكًا لمصيره.
نجاحها يقاس ليس فقط بعدد الإيقافات، بل بمقدار الطمأنينة التي تبثها في نفوس الناس، وبالقدرة على جعل الأمن شريكًا في الحياة اليومية، لا مجرد ردّ فعل بعد الخطر.
📌 فريق تحرير موقع تونس 33

















