بالفيديو/ منير بن صالحة يُفجر الحقيقة: ما الذي حدث لأشرف داخل محل العطور بصفاقس؟
وفاة مأساوية لأشرف السويدي تُعيد الجدل حول “العين والحسد” وموروثاتنا الثقافية
اهتزّت مدينة صفاقس صباح اليوم على وقع حادث أليم تمثّل في وفاة المواطن أشرف السويدي إثر اندلاع حريق داخل محل العطور الذي يملكه وسط المدينة. الفقيد كان معروفًا بروحه الطيبة ووجهه البشوش، غير أن الحادث المأساوي اتخذ أبعادًا أخرى في الفضاء الرقمي بعد تداول مقطع فيديو سابق يظهره وهو يُهدي زوجته سيارة فاخرة في لحظة حب وامتنان.
هذا المشهد، الذي طُبع بالدفء الإنساني والبساطة، سرعان ما تحوّل إلى مادة للتأويلات، حيث ربطه بعض المتابعين بما وصفوه بـ”الحسد والعين”، معتبرين أن الإعلان عن الفرح بشكل علني قد يكون وراء هذه المأساة.
منير بن صالحة يخرج عن صمته: “دعوا الخرافات جانبًا”
وفي خضم هذا التفاعل الشعبي الكبير، عبّر المحامي منير بن صالحة عن موقف حاسم من خلال رسالة نشرها على صفحاته الرسمية، رفض فيها ما أسماه بـ”ثقافة التشفي الخفي” المنتشرة في بعض الأوساط الاجتماعية، مؤكدًا أن الراحل لم يكن من الأثرياء أو أصحاب الجاه، بل كان شابًا بسيطًا قرر أن يُشارك لحظة فرح مع زوجته علنًا دون ادّعاء أو تظاهر.
وقال بن صالحة:
“أشرف لم يستعرض الرفاه، بل عبّر عن حب. عندما قدّم لزوجته سيارة فارهة، فعل ذلك بدافع الامتنان، لا بدافع التباهي. الفرح ليس جريمة، ولا يجب أن يُعامل كمصدر تهديد في مجتمع يُفترض أنه يحتفل بالسعادة.”
وأضاف:
“في مجتمعات أخرى، يُشارك الناس تفاصيل حياتهم المترفة دون خوف من اتهامهم بـ(العين) أو الحسد. لكننا هنا، لا نزال نحمّل الخرافات مسؤولية الأقدار، وننكر على الآخرين حقهم في الفرح.”
دعوة لتجديد الوعي الجمعي
تصريحات بن صالحة أثارت نقاشًا عميقًا حول مفهوم “الحسد” وتأثير الموروث الشعبي على النظرة الجماعية للنجاح والفرح. واعتبر كثيرون أن الحادث يجب أن يُقابل بالتعاطف والدعاء، لا بالتأويلات الغيبية، مؤكدين على ضرورة القطع مع الخطاب الذي يربط المصائب بإفراط الناس في التعبير عن مشاعرهم أو نجاحاتهم.
وقد تحوّلت وفاة أشرف إلى مناسبة مؤلمة دعت كثيرين لإعادة النظر في ثقافة “تخويف الفرح” المنتشرة في بعض الأوساط، وللمطالبة بمجتمع يحتفي بالسعادة دون قيود وهمية.
