قضايا و حوادث

عاجل / خرج ولم يعد… تفاصيل اختفاء الطفل أمان الله عبيدي تُثير القلق في أريانة..

أريانة : اختفاء الطفل أمان الله عبيدي في ظروف غامضة.. 'خرج مرجعش' (فيديو)

في حيّ هادئ من منطقة رواد بولاية أريانة، تحوّل منزل عائلة “العبيدي” منذ أكثر من أسبوع إلى نقطة التقاءٍ للدموع والدعاء والانتظار.
الطفل أمان الله عبيدي، البالغ من العمر 16 سنة، غادر منزله صباح السبت الماضي متوجهاً إلى مدرسته، ولم يعد منذ ذلك اليوم. منذها، توقّف الزمن داخل البيت، بينما تتواصل محاولات البحث بلا جدوى، لتتحوّل الحادثة إلى قضية رأي عام تُثير القلق حول تصاعد ظاهرة اختفاء القُصّر في تونس.

🔹 رحلة إلى المجهول… ونداء عائلة يائس

بحسب شهادة والديه، لم يكن صباح ذلك اليوم مختلفاً عن غيره. أمان الله خرج بابتسامته المعتادة، يحمل حقيبته ودفاتره، دون أي مؤشرات غير مألوفة.
لكنّ الساعات التي تلت خروجه تحوّلت إلى كابوس حقيقي. لم يصل إلى المدرسة، وهاتفه ظلّ مغلقاً منذ اللحظة الأولى. العائلة أبلغت السلطات وقدّمت صور ابنها وأوصافه بدقّة، لتبدأ حملة بحثٍ واسعة شملت المناطق المجاورة والغابات القريبة وحتى المدن المجاورة.

الوالدة، وهي في حالة انهيار، قالت: “كل يوم نعيش بين أمل وخوف… ما نعرفش إذا ولدي بخير ولا لا، لكن راني ما فقدتش الأمل”. كلمات تختصر حجم الألم الذي تعيشه عائلة تبحث عن بصيص من الحقيقة.

🔹 أجهزة الأمن تتحرّك… لكن الغموض سيّد الموقف

من جهتها، فتحت الفرقة المختصة للبحث في القضايا الإجرامية تحقيقاً عاجلاً، دون أن تفصح عن تفاصيل كثيرة.
مصادر مطّلعة أكدت أن التحريات تشمل كل الاحتمالات: من فرضية الهروب الطوعي إلى احتمال التعرض لعملية استدراج أو اختطاف. وتمّ تتبّع آخر الإشارات الهاتفية للطفل ومحاولة تحديد مساره في الساعات الأخيرة قبل اختفائه.
غير أن غياب أي خيوط ملموسة حتى الآن جعل العائلة والمجتمع المحلي يعيش حالة من التوتر والترقب.

🔹 شبكات التواصل… منبر التضامن والبحث

الخبر لم يمرّ مرور الكرام.
فور انتشاره، اشتعلت صفحات التواصل الاجتماعي بصور أمان الله ونداءات المساعدة. آلاف التونسيين شاركوا المنشورات وأعادوا تداولها، في مشهد تضامني يعكس الخوف الجماعي من هشاشة الأمان المجتمعي.
حتى اليوم، ما تزال المنشورات تتجدد، والعائلة تؤكد استعدادها لتلقي أي معلومة على الرقمين:
📞 20 698 898
📞 21 470 685

🔹 ظاهرة متصاعدة… وأزمة مجتمع صامت

حادثة أمان الله ليست معزولة. ففي الأشهر الأخيرة، سُجلت عدة حالات اختفاء لأطفال ومراهقين في مناطق مختلفة من تونس، بعضها تم حلّه سريعاً، والبعض الآخر ظلّ غامضاً حتى اليوم.
ويحذر مختصون اجتماعيون من أن ضعف الرقابة الأسرية، وتأثير الإنترنت، وتراجع الدور التربوي للمؤسسات التعليمية عوامل تُفاقم من هذه الظاهرة، التي تتطلب رؤية وطنية شاملة لمعالجتها، وليس مجرد ردود فعل ظرفية.

🔹 الحاجة إلى خطة وطنية لحماية القُصّر

عدد من الجمعيات الحقوقية دعت إلى إحداث آلية وطنية للتبليغ الفوري عن حالات الاختفاء، على غرار نظام “Amber Alert” الأمريكي، الذي يعتمد على تعبئة وسائل الإعلام والمؤسسات العمومية فوراً عند تسجيل أي حالة فقدان.
هذا المقترح، رغم بساطته التقنية، يمكن أن يختصر ساعات البحث الحرجة التي قد تُنقذ حياة طفل قبل أن يُصبح مجرد رقم في سجل المفقودين.

🔹 أكثر من قصة اختفاء… إنها مرآة لمجتمع يبحث عن أمانه

اختفاء أمان الله عبيدي هو قصة وجع عائلة واحدة، لكنها تعبّر عن خوف جماعي يعيش في قلب كل بيت تونسي.
إنها ليست مجرد واقعة أمنية، بل مرآة تعكس تراجع الإحساس بالأمان، وغياب منظومة حماية نفسية واجتماعية للأطفال والمراهقين في زمن يتغير فيه كل شيء بسرعة.

العائلة ما تزال تنتظر خبراً يبدد الظلام.
لكن خلف هذا الانتظار، هناك بلد بأكمله مطالب بأن يسأل نفسه: كيف نحمي أبناءنا قبل أن يختفوا؟

📌 المصدر: فريق تحرير موقع تونس 33

تعليقات فيسبوك

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock