عاجل / حادثة مأساوية بالعاصمة: المترو يتحوّل إلى مسرح فاجعة أليمة..
العاصمة: وفاة شاب إثر سقوطه من عربة المترو بباب العسل
شهدت العاصمة التونسية مساء الأربعاء 29 أكتوبر 2025 حادثًا مأساويًا هزّ الرأي العام، بعد وفاة شاب إثر سقوطه من عربة المترو رقم 4 بين محطتي باب العسل وباب سعدون في اتجاه منوبة، حوالي الساعة الخامسة والنصف مساءً. الحادث وقع في لحظة ازدحام كبير، مما ضاعف من مشهد الفزع والارتباك بين الركاب.
تفاصيل أولية وتحركات عاجلة
وفقًا لشهادات من عين المكان، فقد فقد الشاب توازنه عند محاولة النزول أو الانتقال بين العربات، ليسقط مباشرة على السكة الحديدية. وقد هرعت وحدات الحماية المدنية والأمن الوطني إلى الموقع في غضون دقائق، لكن رغم سرعة التدخل، فارق الشاب الحياة متأثرًا بإصاباته الخطيرة. وتم لاحقًا نقل الجثة إلى قسم الطب الشرعي بمستشفى شارل نيكول لتحديد الأسباب الدقيقة للوفاة.
الشركة المشغّلة تفتح تحقيقًا
في بيان مقتضب، أكدت الشركة الوطنية للنقل بين المدن (TRANSTU) أنّها باشرت تحقيقًا داخليًا لتحديد ملابسات الحادث، بالتنسيق مع السلطات الأمنية والقضائية. وأضافت أن سلامة الركاب تبقى “أولوية مطلقة”، مشيرة إلى أنّ فرقها الفنية تعمل على مراجعة أنظمة الأبواب والعربات، لا سيما في الخطوط التي تشهد كثافة مرتفعة خلال ساعات الذروة.
جدل في الشارع ودعوات للمحاسبة
الحادث لم يمرّ مرور الكرام، إذ أثار موجة من الغضب على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث عبّر كثير من المواطنين عن استيائهم من تكرار حوادث المترو في العاصمة، معتبرين أنّ ضعف الصيانة والاكتظاظ والإهمال باتت تشكّل خطرًا يوميًا على حياة الركاب. البعض دعا إلى تجديد أسطول العربات القديمة وتفعيل الرقابة التقنية بشكل دوري، بينما حمّل آخرون مسؤولية الحادث إلى “ثقافة اللامبالاة” التي تسيطر أحيانًا على سلوك بعض الركاب.
قراءة تحليلية: حين تتحوّل المواصلات إلى خطر
تضع هذه الحادثة مجددًا ملف النقل الحضري في تونس تحت المجهر، وتطرح تساؤلات حول مدى جاهزية البنية التحتية لتأمين مئات الآلاف من الركاب يوميًا. فبين عربات قديمة تفتقر إلى أنظمة أمان حديثة، وغياب الوعي بخطورة التنقّل أثناء سير المترو، تبقى حياة المواطن مهددة بثغرات كان يمكن تلافيها.
ويبدو أن المطلوب اليوم ليس فقط “تحقيقًا إداريًا” أو “بلاغ طمأنة”، بل رؤية إصلاحية شاملة تعيد الاعتبار إلى مفهوم السلامة كأولوية لا تقل أهمية عن الخدمة ذاتها.
📍المصدر: فريق تحرير موقع تونس 33
المرجع: إذاعة موزاييك

















