🔹 “الانفجار السياسي قادم”.. حمة الهمامي يتوعّد قيس سعيّد..
📰 حمة الهمامي: "نهاية قيس سعيّد مسألة وقت فقط.. والطريقة واضحة أمام الجميع!"

أثارت التدوينة الأخيرة للأمين العام لحزب العمال حمة الهمّامي موجة واسعة من الجدل في الأوساط السياسية والإعلامية التونسية، بعد أن وجّه من خلالها انتقادات حادة إلى رئيس الجمهورية قيس سعيّد، محمّلاً إيّاه مسؤولية ما وصفه بـ”تدهور الوضع الاجتماعي والقمع المتصاعد ضد المحتجين”.
دعم لقابس… ورسالة أبعد من البيئة
في ظاهرها، بدت التدوينة رسالة تضامن مع أهالي قابس الذين يعيشون منذ سنوات تحت وطأة التلوّث الصناعي والتهميش الاقتصادي، غير أنّ البعد السياسي كان الأكثر حضورًا في الخطاب.
الهمّامي شدّد على أنّ “نضال قابس هو نضال كل التونسيين”، في إشارة إلى أنّ الأزمة البيئية هناك ليست سوى انعكاس لأزمة أعمق يعيشها الوطن بأكمله. وبهذا الطرح، يحاول زعيم حزب العمال تحويل القضايا المحلية إلى رموز وطنية تعبّر عن فشل السلطة في إدارة الملفات الاجتماعية والتنموية.
نقد مباشر لرئيس الجمهورية
لم يكتف الهمّامي بالدفاع عن المحتجين، بل اتهم قيس سعيّد باعتماد المقاربة الأمنية بدل الحوار، مشبّهًا تعامل السلطة مع احتجاجات قابس بما حدث في الحوض المنجمي سنة 2008. هذه المقارنة لم تكن اعتباطية، فهي تستحضر واحدة من أكثر لحظات الغليان الشعبي رمزية في تاريخ تونس الحديث، وتضع النظام الحالي في مواجهة سردية “الاستبداد القديم” التي لطالما انتقدها سعيّد نفسه قبل وصوله إلى الحكم.
بين المعارضة الميدانية والمواجهة الخطابية
تصريحات الهمّامي تكشف عن تحوّل في خطاب المعارضة التونسية من مجرّد نقد سياسي إلى مواجهة مفتوحة تقوم على تحميل الرئيس المسؤولية المباشرة عن الأوضاع.
ويرى محلّلون أن هذا التصعيد يأتي في سياق محاولة اليسار إعادة تموقعه في المشهد السياسي، خاصة بعد تراجع حضوره البرلماني واحتكار قصر قرطاج للمبادرة السياسية.
انقسام في الشارع الرقمي
تفاعل مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي مع التدوينة كان لافتًا:
- فئة اعتبرت الهمّامي صوتًا جريئًا يعبر عن نبض الشارع، خصوصًا في ظل الصمت الذي يطغى على أغلب القوى السياسية.
- فيما رأت فئة أخرى أن تصريحاته تصعيدية ومبالغ فيها، وقد تفتح الباب أمام مزيد من التوتّر السياسي في ظرف اقتصادي هشّ.
قراءة في المشهد العام
من الواضح أنّ التدوينة لم تكن مجرّد تعبير شخصي، بل جزء من معركة رمزية على قيادة الخطاب المعارض في تونس. الهمّامي، بخبرته الطويلة في النضال السياسي والنقابي، يدرك أنّ توقيت الخطاب مهمّ بقدر مضمونه، وأنّ الرأي العام اليوم أكثر حساسية تجاه قضايا المعيشة والكرامة من أي وقت مضى.
ختامًا
يبدو أنّ ما بدأ بتدوينة سيتحوّل إلى جولة جديدة من التصعيد السياسي بين المعارضة والرئاسة، في وقت تحتاج فيه البلاد إلى حوار جدي حول الاقتصاد والبيئة أكثر من حاجتها إلى معارك خطابية.
لكن في تونس، كما يبدو، الكلمة السياسية ما زالت أقوى من الفعل الحكومي، والهمّامي يعرف جيّدًا كيف يجعل من جملةٍ على فايسبوك حدثًا وطنيًا.
📌 المصدر: فريق تحرير موقع تونس 33