أزمة داخل الإفريقي: رفض البنزرتي يفتح الباب للاعتذار الرسمي..
الإفريقي: فوزي البنزرتي يرفض..والهيئة تعتذر..
في كواليس أكثر هدوءًا مما يبدو على السطح، تلقّت إدارة النادي الإفريقي نهاية الأسبوع الماضي دعوة رسمية من نادي النصر الليبي لخوض مباراة وديّة في طرابلس، مع تكفّل الجانب الليبي بكل تفاصيل الإقامة والتنقّل. ورغم الإغراءات التنظيمية والاستقبال المنتظر، اختار الإفريقي أن يسير في اتجاهٍ آخر… أكثر حذرًا، وأكثر ارتباطًا بالبوصلة الفنية التي يرسمها فوزي البنزرتي.
البنزرتي يتمسّك بخياراته: لا مجال لإرباك النسق
وفق ما علمه فريق تحرير موقع تونس 33 من مصادر متقاطعة داخل الفريق، فقد بادرت الإدارة إلى تشريك المدرب فوزي البنزرتي في تقييم الدعوة، غير أنّ ردّ “الجنرال” كان واضحًا وحاسمًا:
هذا ليس الوقت المناسب لمباراة ودية.
البنزرتي شدّد على أن الفترة الحالية تُعدّ من أكثر المراحل حساسية في الموسم، خصوصًا قبل الجولة الختامية من مرحلة الذهاب، وهي محطة تتطلب تركيزًا كاملًا على التحضير التكتيكي والعمل الذهني واستعادة الجاهزية البدنية، بعيدًا عن أي التزامات قد تُربك البرنامج أو تفتح بابًا لإصابات غير مرغوبة.
هذا الموقف ليس جديدًا على المدرب التونسي المخضرم، المعروف بالتعامل الحذر مع الوديات في الفترات الحرجة، وتفضيله العمل في مركّبات مغلقة تضمن الانضباط والهدوء.
اعتذار إفريقي… مع وعد مؤجل
وبناءً على توصيات الإطار الفني، قدّمت الهيئة المديرة للإفريقي اعتذارًا رسميًا لنادي النصر الليبي، مع الإعراب عن استعدادها لتلبية الدعوة في وقت لاحق، متى سمحت الظروف الفنية والروزنامة المحلية.
تحليل أو تعليق خاص من فريق تحرير تونس 33
قرار الإفريقي يكشف ملامح رؤية فنية جديدة داخل النادي، تقوم على تحديد الأولويات وعدم الانجرار وراء الوديات التي قد تبدو مفيدة شكليًا لكنّها تحمل مخاطر غير محسوبة قبل المنعطفات الكبرى.
المثير في هذا القرار ليس الرفض في حدّ ذاته، بل السياق الذي جاء فيه:
- الفريق يعيش سباقًا تكتيكيًا ضاغطًا في الدوري.
- البنزرتي يريد تثبيت منظومة لعب جديدة تعتمد على الانضباط والضغط العالي.
- أي إصابة قد تغيّر ملامح المرحلة القادمة، خصوصًا مع محدودية البدائل في بعض المراكز.
- مواجهة فريق مثل النصر الليبي خارج الديار تتطلب جاهزية ذهنية وبدنية لا يريد البنزرتي التضحية بها الآن.
على المستوى الاستراتيجي، يبدو الإفريقي أكثر وعيًا بإدارة طاقته وتوقيته. وفي بطولة تُكافئ من يحسن إدارة التفاصيل، فإن مثل هذه القرارات قد تكون — رغم بساطتها الظاهرية — عاملًا مهمًا في سباق التتويج خلال مرحلة الإياب.
مصدر المقال: فريق تحرير موقع تونس 33

















