أخبار المشاهير

خبر صادم… وفاة الفنان التونسي نور الدين بن عياد

الساحة الفنية تفقد أحد أعمدتها… وفاة نور الدين بن عياد

غادرنا اليوم الفنان التونسي المخضرم نور الدين بن عياد عن عمر ناهز 73 عامًا، تاركًا خلفه مسيرة فنية مترامية امتدت عقودًا، جمع خلالها بين المسرح والتلفزيون والسينما، ونجح في بناء علاقة خاصة مع الجمهور بفضل حضوره الطاغي وقدرته على تجسيد أدوار تعيش في الذاكرة.

عرف الراحل بموهبته الفريدة في تقديم الكوميديا الراقية، وكان من أبرز الوجوه التي أضفت نكهة خاصة على الأعمال التلفزية، خصوصًا في مسلسل “جاري يا حمّودة” الذي رسّخ مكانته في قلوب المشاهدين. كما شارك في أعمال درامية شكّلت جزءًا مهمًا من المشهد السمعي البصري التونسي، مثل “العاصفة” و**”غادة”** و**”مال وأمل”**، إلى جانب حضوره المتميز في السينما عبر فيلم “رجل من الرماد” الذي يبقى من الأعمال التي رسخت قيمًا فنية مختلفة في تاريخ السينما التونسية.

مسار فني متنوّع ورؤية خاصة للأداء

تميّز بن عياد بقدرته على الجمع بين الطابع الكوميدي والمواقف الدرامية العميقة، وهو ما منحه خصوصية لا تشبه غيرها. لم يكن مجرد ممثل يبحث عن الدور، بل كان فنانًا يُعيد تشكيل الشخصية ويضخّ فيها تفاصيل من روحه وحسّه الفني، وهو ما جعل أعماله تترك أثرًا يتجاوز إطار المتابعة التلفزية العادية.

كما كان من الفنانين القلائل الذين حافظوا على علاقة متوازنة بين المسرح والشاشة، إيمانًا منه بأن الخشبة هي مدرسة الممثل الأولى، وأن العمل التلفزي يفتح المجال للوصول إلى جمهور أوسع.

تفاعل واسع وحزن جماعي في الوسط الفني

انتشر خبر وفاته بسرعة في منصات التواصل الاجتماعي، وعبّر عدد من المخرجين والممثلين عن حزنهم العميق لفقدان أحد أعمدة التمثيل في تونس. الإجماع كان واضحًا: الرجل كان فنانًا راقيًا، مهذبًا، وقريبًا من زملائه، كما كان ملتزمًا بعمله حتى آخر لحظة.

عدد من النقاد أكدوا أن غياب بن عياد يُعدّ خسارة لا لتعويضها، لا سيما في ظل تراجع الإنتاجات الفنية التي تجمع بين الجودة والمحتوى الهادف، وهي المساحة التي كان يجيد التحرك داخلها.


تحليل أو تعليق خاص من فريق تحرير تونس 33

يمثل رحيل نور الدين بن عياد مناسبة لإعادة التفكير في المسار العام للفنون الدرامية في تونس. فالرجل ينتمي إلى جيل أسّس لجودة الأداء، وتعمّق في بناء الشخصية، ولم يساير النزعات السطحية التي طغت على بعض الإنتاجات الحديثة.
ما يميّز بن عياد هو أنّه كان رمزًا لمدرسة فنية قوامها الصدق، العمق، وتعدد الطبقات داخل الدور الواحد، وهي مدرسة آخذة في التراجع مع صعود موجات الإنتاج السريع.

يعكس تفاعل الجمهور مع خبر وفاته حاجة المشاهد التونسي إلى وجوه تمتلك هوية فنية واضحة. كما أن غيابه يفتح النقاش مجددًا حول أهمية الاستثمار في تكوين الممثلين الشباب، وحماية الذاكرة الثقافية من النسيان عبر أرشفة أعمال الرواد بشكل يليق بقيمتهم.

بكل بساطة، فقدت الساحة الثقافية رجلًا كان جزءًا من ذاكرة التلفزيون التونسي، ورحيله يكشف حجم الفراغ الذي تركته الأسماء الكبيرة التي صنعت هوية الدراما الوطنية.


مصدر المقال: فريق تحرير موقع تونس 33

تعليقات فيسبوك

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock