بالفيديو : لحظات غير متوقعة أثناء تشييع جثمان نور الدين بن عياد تثير الجدل..

أثار الممثل والسيناريست لسعد عثمان موجة جدل واسعة عقب تصريحاته النارية التي أدلى بها مباشرة بعد دفن الفنان الراحل نور الدين بن عيّاد، حيث عبّر عن استيائه الشديد ممّا اعتبره غيابًا شبه تام لعدد من رموز الساحة الفنية عن الجنازة التي وُصفت بأنها “أقل ممّا يستحقه الراحل”.

وقال عثمان إن عدد الحاضرين من أهل الفن كان محدودًا جدًا، مؤكدًا أنّ الراحل كان يُعدّ “أخًا وصديقًا ورفيق درب”، ورغم ذلك لم يحضر سوى عدد قليل، وهو ما وصفه بـ“الخيبة”.

انتقادات حادّة لغياب الفنانين

وجّه لسعد عثمان، عبر تدوينة حملت طابع الغضب والاستياء، انتقادات قوية لعدد من الفنانين الذين اعتبر أنهم تجاهلوا حضور الجنازة دون تفسير واضح.

وقال بصراحة مباشرة:

“ما جا حد… خليتو أرواحكم مسخرة.”

هذا التصريح أثار ردود فعل واسعة على مواقع التواصل، حيث انقسمت التعليقات بين من اعتبر أنّ كلامه يعكس واقعًا مريراً في الوسط الثقافي، ومن رأى أنه كان بالإمكان طرح المسألة بطريقة أقل حدّة.

اتهامات بـ”المصلحية” وإشارات إلى خلافات سابقة

لم يكتفِ عثمان بانتقاد الغياب، بل ذهب أبعد من ذلك، ملمحًا إلى أنّ بعض الفنانين يتعاملون بمنطق “المصلحة”، وأنّ علاقتهم بالجهات الثقافية والمناطق الداخلية يغلب عليها الحساب الشخصي.

وأشار إلى أن فنانين من الجنوب، وفق تعبيره، أصبحوا يرفضون استقبال بعض الوجوه الفنية بدعوى أنهم لا يزورون المناطق الداخلية إلا بحثًا عن عروض أو استفادة ظرفية.

كما تطرق إلى ملف “قانون الفنان” الذي لم يتم تمريره بعد، معتبرًا أن الخلافات داخل الوسط الفني وغياب التضامن المهني كانت من أبرز أسباب تعطل هذا المشروع لسنوات.

صدمة في الوسط الثقافي… ودعوة إلى مراجعة الذات

تصريحات لسعد عثمان فتحت الباب لنقاش واسع حول الوضع داخل الساحة الفنية التونسية، خصوصًا مسألة التكافل بين الفنانين، وطريقة تعاملهم مع رحيل زملائهم.

ويرى متابعون أنّ كلامه، رغم حدّته، يعبّر عن مرارة يشعر بها عدد من الفنانين الذين يعتبرون أن العلاقات داخل القطاع أصبحت هشّة، وأن غياب الحاضرين في جنازة فنان بقيمة نور الدين بن عيّاد يعكس أزمة عميقة تتجاوز مجرد “تقصير فردي”.

تحليل خاص من فريق تحرير تونس 33

يُظهر هذا الجدل مرة أخرى هشاشة المنظومة الثقافية في تونس، سواء على مستوى التضامن المهني أو على مستوى التشريعات التي لم تُفعّل بعد، على غرار قانون الفنان.

ويبدو أن رحيل نور الدين بن عيّاد كشف جانبًا من واقع صامت داخل الوسط الفني، حيث تتواصل الانقسامات بين الأجيال والمناطق، إضافة إلى الصراعات المرتبطة بالفرص والأدوار والهيئات الثقافية.

ولعلّ ما دوّنه لسعد عثمان هو دعوة غير مباشرة لمراجعة عميقة للعلاقات المهنية، وضرورة إعادة بناء جسور التواصل بين الفنانين في لحظات الفرح كما في لحظات الوداع.

المصدر: فريق تحرير موقع تونس 33