الله أكبر .. فاجعة الموت تطال عائلة مدير الأمن الرئاسي السابق علي السرياطي..

خيم الحزن على عائلة المدير العام السابق للأمن الرئاسي علي السرياطي، بعد وفاة زوجته فضيلة بن عامر يوم الخميس 6 نوفمبر 2025، إثر صراع مرير مع مرض السرطان.
مصادر قريبة من العائلة أكدت أن الفقيدة قاومت المرض بشجاعة نادرة، لكنها فقدت معركتها بعد أشهر من العلاجات المتواصلة داخل تونس وخارجها، تاركة خلفها فراغًا مؤلمًا في حياة زوجها وأبنائها.

👩‍🦳 امرأة عاشت في الظل بعيدًا عن الأضواء

رغم المكانة الرفيعة التي كان يحتلها زوجها في عهد الرئيس الراحل زين العابدين بن علي، ظلت فضيلة بن عامر بعيدة عن دائرة الأضواء. كانت سيدة هادئة، معروفة بحكمتها وحضورها المتزن في محيطها العائلي والاجتماعي.
رحيلها شكّل صدمة لمن عرفوها عن قرب، خاصة وأنها كانت تمثل السند الأقرب لزوجها خلال فترات عصيبة من حياته بعد الثورة.

🧭 علي السرياطي: من رمزية الدولة إلى صمت ما بعد الثورة

يُعدّ علي السرياطي، البالغ من العمر 85 سنة، من أبرز رجال الأمن الذين طبعوا المؤسسة الأمنية التونسية خلال العقود الأخيرة. شغل منصب مدير الأمن الرئاسي لسنوات طويلة، وكان أحد الوجوه الأكثر قربًا من مركز القرار في عهد بن علي.
بعد الثورة، وجد السرياطي نفسه في مواجهة قضايا شغلت الرأي العام، قبل أن يغادر السجن ويختار الصمت والابتعاد عن المشهد، مكتفيًا بحياة هادئة بين أفراد عائلته.

📰 تحليل خاص من فريق تحرير تونس 33: رمزية الغياب وذاكرة السلطة

رحيل زوجة علي السرياطي لا يمكن قراءته بمعزل عن رمزية الرجل نفسه في الذاكرة السياسية التونسية. فبينما ترمز وفاتها إلى نهاية رحلة إنسانية، فإنها تُعيد في الوقت ذاته إلى الواجهة صورة جيل كامل من رجالات الدولة الذين عبروا من ذروة السلطة إلى عزلة ما بعد الثورة.
السرياطي، الذي كان يومًا أحد أكثر الأسماء نفوذًا في الجهاز الأمني، يعيش اليوم واقعًا مختلفًا، يراقب من بعيد وطنًا تغيّر كثيرًا عن ذلك الذي كان يعرفه.
وربما في لحظة وداع زوجته، يستعيد داخله مشاهد من حياة كانت يوماً مفعمة بالسلطة، لكنها اليوم تختزل في وجع إنساني بسيط وصادق: فقدان من كانت رفيقة الدرب والذاكرة.

رحم الله الفقيدة فضيلة بن عامر، وأسكنها فسيح جناته، وألهم زوجها علي السرياطي وكافة أفراد العائلة جميل الصبر والسلوان.
إنا لله وإنا إليه راجعون.

📌 فريق تحرير موقع تونس 33