وطنية

🛑 صفاقس تقلب المعادلة: الطبوبي خارج الحسابات النقابية في الجهةالتفاصيل..

تميزت ذكرى 5 أوت 1947 في صفاقس هذا العام بتحوّل لافت، حيث غاب الأمين العام نور الدين الطبوبي عن الإشراف على الفعاليات، ليحلّ محله المكتب التنفيذي للاتحاد العام التونسي للشغل. هذه الخطوة لم تمرّ دون جدل، خصوصًا أن الطرفين يوصفان بعدم الشرعية، ما يجعل الخلفيات السياسية والتنظيمية لهذه المناسبة في قلب العاصفة النقابية.

تصدّع داخلي في قيادة الاتحاد

الدعوة التي وجّهها اتحاد الشغل الجهوي بصفاقس لإحياء المناسبة دون الطبوبي، فسّرت من قبل مراقبين بأنها إعلان صريح عن رغبة في تهميشه، بل وربما التحضير لإبعاده نهائيًا من المشهد. وقد بدا وكأن الطبوبي لم يعد يحظى بأي دعم داخل صفاقس، التي لطالما اعتبرت من معاقله التنظيمية.

منزعجون من زعامته

بات من الواضح أن رموز الاتحاد في صفاقس لم يعودوا يعتبرون الطبوبي شريكًا موثوقًا. فصيغ الاحتفال ومكان التنظيم ومضمون الرسائل الإعلامية كلها حملت دلالات على وجود تصفية حسابات داخلية وتخطيط لعزله. وتداول البعض تشبيه وضعه الحالي بالمنبوذ الذي لم يعد له تأثير في دوائر القرار ولا حتى في صفوف النقابيين المقرّبين منه.

علاقات مقطوعة مع السلطة

الأزمة التي يعيشها الطبوبي لا تقتصر على الداخل النقابي، بل تمتد إلى علاقته بالسلطة السياسية، التي بدت في الأشهر الأخيرة وكأنها تدير ظهرها له تمامًا. لم يعد يُستقبل، ولم تعد رسائله تجد من يصغي لها، ما جعله في موقع ضعف حتى بين من كانوا يعوّلون عليه لتمرير مطالبهم.

الطبوبي ورمزية الانقسام

وجود الطبوبي على رأس الاتحاد صار من وجهة نظر العديدين، عقبة أمام أي محاولة لترميم العلاقة مع الدولة أو فتح صفحة جديدة مع الحكم. اسمه بات مرادفًا للصراع والانغلاق، ما يدفع خصومه إلى الضغط لتسريحه، ليس فقط طمعًا في خلافته، بل بهدف إزاحة “العائق” الذي يرونه سببًا في عزلة الاتحاد.

نحو مرحلة جديدة؟

التحركات الجارية داخل صفاقس تشير إلى ما يشبه الإجماع على ضرورة طيّ صفحة الطبوبي، إما عبر الإجراءات التنظيمية أو بتهميشه فعليًا حتى دون قرار رسمي. هذا التوجّه ينبئ بتحوّل جذري داخل الاتحاد، قد يفضي إلى بروز قيادة جديدة أكثر قربًا من السلطة وأقل تصادمية في أسلوبها.

تعليقات فيسبوك

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock