عاجل: تحرك قضائي عاجل بعد الأحداث المثيرة للجدل التي رافقت أسطول الصمود..

أذنت النيابة العمومية بالمحكمة الابتدائية بتونس بالاحتفاظ بشاب ظهر في تسجيلات مصوّرة على مواقع التواصل الاجتماعي وهو يوجّه سلاحًا ناريًا مزيّفًا نحو سيارة أمنية، خلال مرور دورية بضاحية سيدي بوسعيد على هامش فعاليات “أسطول الصمود”.
ووفق المقاطع المتداولة، ظهر الشاب ملثمًا وهو يخرج من سقف سيارة رباعية الدفع ويوجّه السلاح غير الحقيقي باتجاه إحدى السيارات الإدارية الأمنية، قبل أن يظهر في تسجيل آخر وهو بصدد دفع عون أمن في الطريق العام.
المسار القضائي والأمني
النيابة العمومية أحالت الملف إلى فرقة الشرطة العدلية بقرطاج التي تعهّدت بفتح الأبحاث اللازمة. وقد تقرر الاحتفاظ بالمظنون فيه على ذمة التحقيق، في انتظار عرضه لاحقًا على النيابة العمومية بالمحكمة الابتدائية بتونس لاتخاذ القرار المناسب.
قراءة تحليلية
الحادثة لم تمرّ مرور الكرام، خصوصًا أنّها وقعت في سياق حساس يتصل بوجود “أسطول الصمود” في المياه التونسية، وما رافقه من جدل سياسي وأمني. مثل هذه التصرفات – حتى وإن استُعمل فيها سلاح غير حقيقي – تُعتبر استفزازًا مباشرًا لقوات الأمن وتضع تساؤلات حول حدود الاحتجاج السلمي ومسؤولية الأفراد في الحفاظ على الأمن العام.
كما يثير الحادث مسألة استغلال رمزية الأسطول في تصفية حسابات أو القيام باستعراضات فردية قد تُحسب على الحراك بأكمله، بما يضعف من رسالته الأصلية ويشوّش على أهدافه الإنسانية.
التأثير على صورة “أسطول الصمود”
من زاوية أوسع، تُعدّ هذه الحادثة ضربة لصورة “أسطول الصمود” داخليًا وخارجيًا. فالأسطول الذي رُوّج له كرمز للتضامن مع الشعب الفلسطيني، يجد نفسه اليوم مرتبطًا بأفعال فردية تحمل طابعًا عدائيًا تجاه الأمن التونسي. هذه المفارقة قد تُضعف من المصداقية التي حاول المنظمون ترسيخها، وتفتح المجال أمام خصومهم لاتهامهم بالتهوّر أو حتى التواطؤ مع سلوكيات خارجة عن القانون.
خارجيًا، مثل هذه الحوادث تضعف قدرة الأسطول على استقطاب الدعم الدولي، إذ تتحول الرواية من مبادرة إنسانية إلى تهديد محتمل للاستقرار المحلي. وفي بيئة إقليمية مشحونة سياسيًا وأمنيًا، أي تصرف غير محسوب قد يُستغل إعلاميًا لتقويض الرسالة الأساسية التي من أجلها انطلق هذا المشروع.
الخلاصة
يبقى على منظمي “أسطول الصمود” توضيح موقفهم بشكل علني وحاسم من هذه التصرفات الفردية، وتأكيد التزامهم بالسلمية وبالرسالة الإنسانية التي أعلنوا عنها منذ البداية. فالرهان اليوم ليس فقط على إيصال المساعدات أو الرمزية السياسية، بل أيضًا على حماية صورتهم أمام الرأي العام التونسي والدولي.